قضية فساد جديدة تطال شركة الخطوط الجوية الجزائرية، تبين أن المتهم الرئيسي فيها هو نجل سياسي بارز إلى جانب موظفين في الشركة، وتتعلق القضية بتسريبات تتعلق بملف اقتناء 15 طائرة.
الجوية الجزائرية: قضية فساد جديدة
تعود تفاصيل القضية إلى تسريب دفتر الشروط المتعلق بصفقة شراء 15 طائرة لنجل أحد السياسيين، عن طريق مضيفة طيران التي توسطت له لدى نائب مدير الصفقات بشركة الخطوط الجوية الجزائرية المدعو ” ب” وهذا مقابل تسوية وضعيتها في كندا. مع العلم ان المتهمين الثلاثة متواجدين حاليا رهن بالمؤسسة العقابية.
وكانت شركة الخطوط الجوية الجزائرية قد أطلقت شهر سبتمبر الماضي، مناقصة دولية لشراء 15 طائرة ركاب جديدة، وذلك بعد أربعة أشهر من موافقة مجلس الوزراء على تدعيم أسطولها من أجل فتح خطوط جديد، في خطوة يراد منها تطوير الشركة الوطنية للجوية الجزائرية وتوسيع وجودها عبر العالم.
كما كشفت الشركة العمومية أن استدراج العروض يشمل طائرات من ثلاثة أحجام هي”5″، طائرات من فئة “200 إيه” وثلاث طائرات من فئة “200 بي” وخمس من فئة “300” وطائرتان من فئة “400”.
اتهامات تمس بأمن الدولة
وأدلى المتهم الرئيسي وهو نجل أحد السياسيين في الجزائر حسب ما ورد في ” الشروق”، خلال مراحل التحقيق سواء عند الضبطية القضائية أو عند محضر السماع الأول عند قاضي التحقيق، بتصريحات خطيرة مست بأمن الدولة، إلا أن هذا الأخير تراجع عن أقواله خلال الاستماع إليه في الموضوع، واحتراما لسرية التحقيق نتوقف عند هذا الحد.
طالع أيضا: كمال بلجود يكشف عن مفاوضات مع ايرباص وبوينغ لاقتناء 15 طائرة
وقد أجرى عميد قضاة التحقيق لدى الغرفة الأولى لمحكمة بئر مراد رايس، بتاريخ 17 جانفي الماضي مواجهة بين المتهم الرئيسي ونائب مدير الصفقات بشركة الخطوط الجوية الجزائرية ” ب “، على ان تتم إحالة ملف الحال شهر فيفري الماضي على قسم الجدولة لبرمجمة المحاكمة.
من جهتها، فقد أودعت المتهمة الثانية وهي مضيفة الطيران الموقوفة بالمؤسسة العقابية بالقليعة، طلب الإفراج لدى قاضي التحقيق، إلا أنه قوبل بالرفض لتستأنف لدى غرفة الاتهام لمجلس قضاء الجزائر، والتي لم تفصل بعد في الطلب.
دفتر شروط لفتح المجال الجوي أمام الخواص
وأشار وزير النقل كمال بلجود في وقت سابق أن المفاوضات المتعلقة باقتناء 15 طائرة انطلقت فعلا مع شركتي إيرباص وبوينغ منذ أيام، ولا تزال جارية، معربا في ذلك عن أمله في أن تفضي إلى نتائج إيجابية. وقال بلجود أنه ينتظر من هذه العملية تدعيم أسطول شركة الخطوط الجوية الجزائرية المكون حاليا من 56 طائرة، مما سيمكّن من استغلال جميع مطارات البلاد، المقدر عددها بـ36 مطار، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
كما كشف وزير النقل سابقا عن إعداد دفتر الشروط لفتح المجال الجوي أمام الخواص، تجسيدا لخطة تحسين أداء قطاع النقل الجوي في الجزائر، وهو ما من شأنه أن يُخفف العبئ عن الخطوط الجوية الجزائرية ويدعم الأسطول الجوي، خاصة في ظل المشاكل الكثيرة التي يتخبط فيها القطاع، وهو مادفع رئيس الجمهورية في وقت سابق إلى إسداء أوامر بفتح تحقيق فوري مع مسؤولي قطاع النقل الجوي بالنظر إلى سوء الخدمات والفضائح التي طالت الشركة.
طالع أيضا: وزير النقل: إعداد دفتر شروط تحضيرا لفتح المجال الجوي أمام الخواص
لذا عمد الرئيس إلى إصدار تعليماته إلى وزير النقل بضرورة الاهتمام بهذا القطاع وجعله من الأولويات، في سبيل الرفع من مستوى الخدمات التي يقدمها القطاع، إلى جانب انفتاحه على مختلف بلدان العالم وهو ما تجسد فعلا بعد فتح خطوط دولية جديدة.
مخطط لتطوير الجوية الجزائرية
وكان مجلس الوزراء قد وافق 8 ماي 2022 الماضي، على “الترخيص لشركة الخطوط الجوية الجزائرية بشراء 15 طائرة لفتح خطوط جديدة، ولا سيما نحو بلدان إفريقية وآسيوية”.
يأتي هذا موازاة مع أوامر الرئيس تبون للحكومة والوزارة الوصية بضرورة إيجاد مخطط استعجالي لتحسين مردودية الخطوط الجوية الجزائرية، حيث سترتكز استراتيجية الشركة على المدى المتوسط على تجديد الأسطول وتعزيز قدرة قاعدة الصيانة ودخول حيز الخدمة المركز الرئيسي للمحطة الجوية الجديدة للجزائر العاصمة ورقمنة العمليات الإدارية والتشغيلية فضلا عن تكوين العمال.