كشفت باريس أمس، عن قائمة المؤرخين الخمسة الذين سيشكلون مع نظرائهم الجزائريين اللجنة المشتركة المكلفة بدراسة أرشيف الفترة الاستعمارية والحرب الجزائرية، وبالتالي العودة مجددا إلى الخوض في ملف الذاكرة الذي يلفه الكثير من التحفظ والحسياسية.
بعد أشهر من التأخر.. باريس تعلن عن قائمة مؤرخيها
بعد تسجيل تأخر الطرف الفرنسي في الإعلان عن قائمة مؤرخيه، مما أثار الكثير من التساؤلات حول الإرادة السياسية للمضي قدما في هذا المشروع الحساس. خاصة بعد أشهر من كشف الجزائر عن قائمة مؤرخيها برئاسة المؤرخ محمد لحسن زغيدي، تم أمس أخيرا، إعلان باريس عن القائمة الرسمية للمؤرخين الفرنسيين وهو ما كشف عنه أمس المؤرخ بنجامين ستورا.
وأكد الأخير لجريدة لوموند الفرنسية، أنه سيُطلب منهم العمل بالاشتراك مع نظرائهم الجزائريين الذين عينتهم الجزائر بالفعل، حيث تضم القائمة إضافة إلى لحسن زغيدي المدير السابق لمتحف المجاهد الوطني، كل من محمد القورصو، إيدير حاشي، عبد العزيز فيلالي وجمال يحياوي.
ملف الذاكرة: هذه مهام المؤرخين الجزائريين والفرنسيين
وكان الطرفان الجزائري والفرنسي، اتفقا على “إنشاء لجنة مشتركة من المؤرخين الجزائريين والفرنسيين تكون مسؤولة عن العمل على جميع أرشيفاتهم التي تشمل الفترة الاستعمارية وحرب الاستقلال”، حيث يعود الإعلان عن هذه المبادرة إلى زيارة الرئيس ماكرون إلى الجزائر في نهاية أوت 2022.
طالع ايضا: الرئيس تبون يجدّد إلتزامه بأن تكون الذاكرة من أهم الأولويات
ومن المقرر أن يعمل هؤلاء المؤرخين ضمن اللجنة المشتركة، على معالجة جميع القضايا، بما في ذلك تلك المتعلقة بفتح واستعادة الأرشيف والممتلكات ورفات المقاومين الجزائريين، وكذا التجارب النووية والمفقودين، مع احترام ذاكرتي الجانبين. كما سيخضع عملها لتقييمات منتظمة على أساس نصف سنوي.
قائمة المؤرخين الفرنسيين تضم هذه الأسماء
وتشمل القائمة التي اقترحتها باريس، حسب ذات المصدر، بالإضافة إلى بنجامين ستورا، كل من ترامور كيمنور، مؤلف العديد من الأعمال المتعلقة بالحرب الجزائرية، الذي سيرأس بصفته الأمين العام للجانب الفرنسي في اللجنة، جاك فريمو، المتخصص في الاستعمار الفرنسي للجزائر، فلورنس هودوفيتش ، كبير أمناء التراث والمنسق المشارك لمعرض الأمير عبد القادر في متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية، وجان جاك جوردي وهو مؤرخ ومؤلف.
وسيحاول هؤلاء المؤرخين رفقة نظرائهم الجزائريين وضع حجر الأساس في مشروع المصالحة مع الجزائر حول الاستعمار وحرب الاستقلال، حيث من المتوقع أن تكون المهمة دقيقة ومعرضة للعديد من الانتقادات.
هل الخطوة تقدم تاريخي في طريق المصالحة
ستعمل اللجنة المشتركة الجزائرية-الفرنسية للمؤرخين، على معالجة جميع المسائل المتعلقة بالذاكرة، بداية من الفترة الاستعمارية إلى حرب التحرير التي خاضها الشعب الجزائري من أجل استرجاع سيادته الوطنية.
وفي هذا الصدد، ينص “إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة” الذي وقعه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مع نظيره الفرنسي، ايمانويل ماكرون، في اليوم الثالث والأخير من الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إلى الجزائر في أوت الماضي.
والتزم الطرفان بـ”التعامل بطريقة ذكية وشجاعة مع القضايا المتعلقة بالذاكرة بهدف استشراف المستقبل المشترك بهدوء والاستجابة للتطلعات المشروعة لشباب البلدين”.