بعد أشهر من الكشف عن قائمة المؤرخين المكلفين بالعمل على ملف الذاكرة، عقدت اللجنة المشتركة الجزائرية-الفرنسية للتاريخ والذاكرة اجتماعها الأول أمس الأربعاء عن طريق التحاضر عن بعد.
ملف الذاكرة: ورقة طريق الطرف الجزائري
وقدم الجانب الجزائري خلال الاجتماع ورقة عمل وفق المبادئ الأساسية الواردة في “بيان الجزائر”، الموقع بين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبيان اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى، حسب ما أورده اليوم الخميس بيان لرئاسة الجمهورية.
وسيحاول هؤلاء المؤرخين رفقة نظرائهم الجزائريين وضع حجر الأساس في مشروع المصالحة مع الجزائر حول الاستعمار وحرب الاستقلال، حيث من المتوقع أن تكون المهمة دقيقة ومعرضة للعديد من الانتقادات.
ملف الذاكرة: قائمة المؤرخين تضم هذه الأسماء
كشفت كل من الجزائر وباريس في وقت سابق، وتحضيرا لهذه الخطوة عن قائمة المؤرخين الذين سيشكلون اللجنة المشتركة المكلفة بدراسة أرشيف الفترة الاستعمارية والحرب الجزائرية، وبالتالي العودة مجددا إلى الخوض في ملف الذاكرة الذي يلفه الكثير من التحفظ والحسياسية.
وتشمل القائمة التي اقترحتها الجزائر للعمل بالاشتراك مع نظرائهم الفرنسيين، إضافة إلى لحسن زغيدي المدير السابق لمتحف المجاهد الوطني، كل من محمد القورصو، إيدير حاشي، عبد العزيز فيلالي وجمال يحياوي.
طالع أيضا: الرئيس تبون يجدّد إلتزامه بأن تكون الذاكرة من أهم الأولويات
من جهتها، اقترحت باريس، بالإضافة إلى بنجامين ستورا، كل من ترامور كيمنور، مؤلف العديد من الأعمال المتعلقة بالحرب الجزائرية، الذي سيرأس بصفته الأمين العام للجانب الفرنسي في اللجنة، جاك فريمو، المتخصص في الاستعمار الفرنسي للجزائر، فلورنس هودوفيتش ، كبير أمناء التراث والمنسق المشارك لمعرض الأمير عبد القادر في متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية، وجان جاك جوردي وهو مؤرخ ومؤلف.
ملف الذاكرة: بداية معالجة هذه القضايا
وأوضح نفس المصدر أن “اللجنة المشتركة الجزائرية- الفرنسية للتاريخ والذاكرة عقدت، يوم أمس، اجتماعها الأول عن طريق التقنية عن بعد، قدم خلاله الجانب الجزائري ورقة عمل وفق المبادئ الأساسية الواردة في بيان الجزائر، الموقع بتاريخ 27 أوت 2022 بين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكذلك بيان اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى المنعقدة بالجزائر يومي 9 و 10 أكتوبر 2022.
كما أفاد المصدر ذاته أنه تم خلال اللقاء “الاتفاق على معالجة جميع القضايا المتعلقة بالفترة الاستعمارية والمقاومة وحرب التحرير المجيدة”, كما تم الاتفاق على “مواصلة التشاور والاتصالات من أجل وضع برنامج عمل مستقبلي مع تحديد الاجتماعات القادمة. للجنة المشتركة”.
ملف الذاكرة: هل الخطوة تقدم تاريخي في طريق المصالحة
والجدير بالذكر أن اللجنة المشتركة الجزائرية-الفرنسية للمؤرخين، ستعمل على معالجة جميع المسائل المتعلقة بالذاكرة، بداية من الفترة الاستعمارية إلى حرب التحرير التي خاضها الشعب الجزائري من أجل استرجاع سيادته الوطنية.
وفي هذا الصدد، ينص “إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة” الذي وقعه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مع نظيره الفرنسي، ايمانويل ماكرون، في اليوم الثالث والأخير من الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إلى الجزائر في أوت الماضي.
والتزم الطرفان بـ”التعامل بطريقة ذكية وشجاعة مع القضايا المتعلقة بالذاكرة بهدف استشراف المستقبل المشترك بهدوء والاستجابة للتطلعات المشروعة لشباب البلدين”.