تتواصل عمليات التهريب بكل أنواعها، عبر مختلف المنافذ الحدودية للجزائر خاصة عبر مطار الجزائر الدولي. وعلى الرغم من حرص مصالح الأمن على مواجهتها وإفشالها في الكثير من الأحيان، إلا أن الأمر لا يخلو من إتمام مثل هذه العمليات غير القانونية خاصة مع تفنن المهربين في كل مرة بابتكار طرق جديدة لا تخطر على بال أحد.
إفشال محاولى تهريب غريبة في مطار الجزائر الدولي
شهدت مطارات الوطن محاولات عديدة لتحويل العملة الصعبة بطريقة غير مشروعة إلى الخارج. كان آخرها الحادثة التي كان مطار الجزائر الدولي مسرحا لها، عندما لجأت سيدة تبلغ من العمر 63 عاما إلى طريقة غير معتادة أقل ما يمكن وصفها بالغريبة، في محاولة منها لنقل مبالغ ضخمة من العملة الصعبة بشكل غير قانوني إلى إسطنبول في تركيا.
وعلى الرغم من براعتها في إخفاء هذه المبالغ الموجهة للتهريب، إلا أن مصالح شرطة الحدود شكّت في أمرها وبعد التفتيش الدقيق تمكنوا من مصادرة مبالغ ضخمة كانت مخبأة في أماكن غير متوقعة ليتم اعتقالها ومحاكمتها يوم 22 فيفري الجاري أمام محكمة جنايات دار البيضاء.
اعتقال شخصين في مطار الجزائر
في جانفي الماضي، نجح أعوان شرطة الحدود بمطار الجزائر الدولي في مصادرة نحو 79 ألف أورو و 12400 دولار من العملة الصعبة كانت موجهة إلى التهريب خارج الوطن، وهذا بتواطؤ المتهمة مع أحد أعوان الجمارك.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى بداية جانفي الماضي. عندما نجح أعوان شرطة الحدود في مطار الدولي في اعتقال المدعوة “فاطمة .ج” بعد الاشتباه فيها وفي الأمتعة التي كانت بحوزتها عندما كانت على وشك أن تستقل الطائرة على متن الرحلة المتجهة إلى اسطنبول في تركيا.
طالع أيضا: شرطة الحدود تحبط تهريب 85 ألف أورو عبر مطار هواري بومدين
وبعد فحص دقيق، فوجئ مصالح الأمن باكتشاف “دجاجة مشوية”، بداخلها بمبلغ 4600 أورو، ومبلغ آخر يقدر بـ 12400 أورو مخبأ داخل الحقيبة. هذا بالإضافة إلى مبلغ ثالث قدره 4300 أورو كانت تحمله في حقيبتها. وأثناء عملية التفتيش حاولت فاطمة أيضا التخلص من مبلغ 70 ألف أورو كانت تخفيه داخل ملابسها.
الحكم على المتهمين بـ 5 سنوات سجنا
وبعد التحقيق تمكن المحققون من معرفة المزيد عن هذه المرأة واتضح أنها تاجرة “كابة”، منذ 1997 وحتى ديسمبر 2022، حيث نفذت 87 عملية ناجحة، وهذا بالتعاون مع عون الجمارك المدعو إسماعيل.ك الذي كان يسهل لها عمليات التهريب في كل مرة، ليتم إلقاء القبض عليه هو الآخر ومقاضاته بتهمة إساءة استخدام المنصب.
وقد أصدرت محكمة جنايات دار البيضاء حكمها يوم الأربعاء 22 فيفري على المسافرة بتهمة خرق القوانين المنظمة لنقل رأس المال، وتم الحكم عليها بالسجن لمدة 5 سنوات، كما تم الحكم على ضابط الجمارك المتواطئ معها والمدعو إسماعيل. ك، بتهمة إساءة استخدام المنصب، ولقي نفس العقوبة.
وتجدر الإشارة إلى أن محاولات التحويل غير المشروع للعملة الصعبة إلى الخارج لا تزال مستمرة في الجزائر، ويقظة رجال شرطة الحدود والجمارك لا تردع بعض المسافرين الذين لا يترددون في حمل مبالغ تتجاوز العتبات المسموح بها قانونيا داخل أمتعتهم.
لكن من القضية الأخيرة يتضح من خلالها أن نجاح المهربين وإن تكرر لا يعني بالضرورة أن مصيرهم هو التهرب من قبضة القانون دائما، بل حتما سيتم الوقوع في يد الأمن، لأن ما يقومون به يضر بشكل كبير باقتصادنا الوطني.