لا يزال عدد من الأئمة الجزائريين ينتظرون الحصول على تأشيرة فرنسا للتمكن من السفر وأداء واجبهم لإحياء شهر رمضان الذي بدأ فعليا الخميس الماضي في فرنسا والجزائر وعدد كبير من البلدان. ونتيجة لذلك، يعاني عدد من المساجد من نقص كبير في البعثات الدينية في الشهر الفضيل خاصة لأداء صلاة التراويح.
التحضير لصلاة “التراويح” عبر مساجد فرنسا
أكد وزير الشؤون الدينية يوسف بلمهدي في وقت سابق استعداد الوزارة لتنظيم صلاة التراويح خلال شهر رمضان المقبل عبر مساجد فرنسا، مشيرا في ذلك إلى أن مصالح دائرته الوزارية “ستباشر قريبا طلب التأشيرات بالنسبة للأئمة المعنيين بهذه المهمة”.
وعن قرارات وقف انتداب الأئمة بفرنسا بـ 2024، قال بلمهدي أنه بصدد تباحث البدائل الممكنة لهذا القرار مع عميد مسجد باريس الكبير. وهذا من أجل ضمان تغطية مساجد فرنسا من حيث الخطابة والتدريس والقوافل العلمية والثقافية.
من جهته، ثمّن عميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيز، الجهود المبذولة لصالح الجالية الجزائرية بفرنسا، في وقت يحرص فيه 120 موظفا منتدبا على الالتزام بخطاب يرقى إلى مواجهة كل أشكال التطرف ومحاربة الاسلاموفوبيا.
تأشيرة فرنسا: أئمة ممنوعون من السفر
من أجل أداء أفضل خلال شهر رمضان المبارك، تعتمد المساجد في فرنسا دائما على أئمة من البلدان المغاربية، وخاصة الجزائر والمغرب. لكن الواقع يقول غير ذلك هذه السنة. حيث يواجه المساجد في هذا البلد الأوروبي غياب البعثات الدينية من أئمة وقراء إلى الآن عن مناصبهم على الرغم من حلول شهر رمضان فعليا، والفترة التي يزيد الطلب فيها عبر مختلف دول العالم التي تضم الجالية الاسلامية على البعثات الدينية.
طالع أيضا: وزارة الشؤون الدينية تنظم صلاة التراويح عبر مساجد فرنسا
وما حدث هذا العام هو تسجيل عجز في عدد الائمة والقراء الذين تم اختيارهم لاحياء ليالي شهر رمضان عبر مساجد فرنسا التي تشهد عادة تدفقات كبيرة للبعثات الدينية خاصة من الجزائر والمغرب، بالنظر إلى وجود عدد كبير من المسلمين في فرنسا خاصة الجزائريين منهم ليصل عددهم إلى 7 ملايين مسلم، وهو ما يفسر زيادة الطلب على الأئمة والقراء، إلا إنهم لا يزالون في الجزائر بسبب عدم منحهم تأشيرة فرنسا إلى الآن للتمكن من الالتحاق بعملهم الدعوي.
يحدث هذا في الوقت الذي سبق وأن أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين خلال زيارته الرسمية الأخيرة للجزائر، عن انتهاء أزمة التأشيرات التي عكرت صفو العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ أكثر من عام. مع قرار البلدين إعادة تكريس العلاقات القنصلية العادية إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا.
لماذا لا يتم إصدار تأشيرة فرنسا للأئمة؟
وبالنظر إلى مع ما سبق، تعيش عدد من المساجد في فرنسا على وقع الفوضى في أداء صلاة التراويح بشكل خاص ، في ظل نقص الائمة ، وهو الوضع المرشح لان يسوء اكثر في الايام القادمة من الشهر الكريم، حيث اكد مسؤول مسجد ابن رشد في Paillade، حسين طاهري في تصريح لصحيفة midi libre، إن “الكثير من المساجد تعبر عن حاجتها للائمة، وآمل أن ينجح الأمر”.
مضيفا أنه “على السلطات تسهيل وصول البعثة الدينية المخولة بإحياء شهر رمضان، بالنظر إلى أن تدريب القراء المحليين يحتاج إلى الكثير من الوقت، ونحن نعمل على ذلك “.
كما يتساءل البعض عن سب تأخر إصدار تأشيرة فرنسا للأئمة، خاصة بعد أن باريس وضعت باريس حدا للأزمة الدبلوماسية بين البلدين وأعلنت في ديسمبر الماضي عن عودة منحةبشكل عادي .
وبالمقابل وجدت بعض المصادر أن هذا التأخير عادي ولا يمكن أن يحمل أي خلفية سيئة، وأنه مجرد تأخير بسيط وسيتم إصدار تأشيرات لهؤلاء الأئمة قريبا.