أخر ما يمكن تصوره، أن قوارب الحرقة من الجزائر لم تعد تقتصر على نقل المهارجرين غير الشرعيين في رحلات الموت، بل بات يتعدى الأمرإلى قيام المهربين إلى تحميل قواربهم في رحلة العودة إلى الجزائر بما لا يخطر على البال.
الحرقة من الجزائر: هكذا بدأت القضية
تعود وقائع هذه القضية إلى تاريخ 14 سبتمبر 2022 بوهران، إلى إلقاء القبض على المتهم الأول المسبوق قضائيا المدعو(ص. أ)، بتهمة المتاجرة بالمخدرات، وهو ما تأكد بعد تفتيش مركبة من نوع سامبول، كان يقودها المدعو (ك. أ) الذي كان برفقته. ليتم العثور على مجموعة من الأسلحة، ومبلغ 200 ألف دج، بالاضافة إلى 3 صفائح من المخدرات بوزن يقارب 300 غرام وعددا من الحبوب المهلوسة من نوع ريفوتريل 2 ملغ، ومعدات تستخدم في تقطيع وتوظيب هذه المواد بمنزله.
وقد اعترف المتهم الرئيسي أثناء التحقيق بنشاطه في تجارة الممنوعات بشتى أصنافها، مشيرا في ذلك إلى أنه قبيل توقيفه بالقرب من منزله، كان عائدا من صفقة بيع ما وزنه 500 غرام من الكيف المعالج، لصالح شخص يدعى (م. ع) المكنى (زعفران) مقابل تسليمه مبلغ 30 مليون سنتيم.
الحرقة من الجزائر: مصدر غير متوقع للممنوعات
وعن مصدر الممنوعات في تجارة المخدرات الصلبة (كوكايين) حسب “الشروق”، أوضح ذات المتهم أن الأمر لا يقتصر على التعامل مع مروجين داخل مدينة وهران، بل يتوسع مع المدعو (م. ش. ع) المكنى (جوني) من عين الترك، للاستعانة من شخص يقيم بإسبانيا يدعى (ف. م) ويعرف باسم (شايبة) للحصول عليه. بحيث يعتمد هذا الأخير في نقل الكوكايين والمؤثرات العقلية من الضفة الأخرى.
والغريب في الأمر أن هذا الأخير يُنظيم رحلات غير شرعية للمهاجرين، إلا انه لم يكتفي بذلك، بل يقوم باستلام ونقل الممنوعات في طريق عودته من إسبانيا بعد الحرقة من الجزائر وبالضبط من سواحل عين الترك. ومنها كان يباشر رفقة المدعو (ولد دينة) عمليات توزيعها على الزبائن، وهذا كله بأمر وتوجيهات من المكنى (شايبة)، وهذا من خلال التواصل المستمر معه عبر تطبيقي مسنجر وواتس آب.
الحرقة من الجزائر: إدانة المتهمين
ولدى مثوله أمام هيئة المحكمة، لم يجد المتهم الرئيسي (ص. أ) غير الاعتراف بنشاطه في تجارة المخدرات والمؤثرات العقلية، مقدما تفاصيل عن مسار ورحلة هذه الممنوعات من إسبانيا وصولا إلى زبائنها في الجزائر، في حين تمسك المدعوان (ك. أ) و(م. ع) بإنكار علاقتهما بقضية الحال، لكن النيابة العامة كان لها رأي آخر، لتلتمس معاقبة جميع الموقوفين بـ20 سنة سجنا نافذا قبل النطق بالحكم .
وعليه، فقد قضت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، الخميس الماضي، بإدانة ثلاثة متهمين متورطين في هذا النشاط لصالح شبكة تتاجر في المهلوسات والكوكايين، يتزعمها بارون يقيم في إسبانيا وآخر منظم لرحلات الهجرة السرية، حيث حكمت بمعاقبتهم بسبع سنوات سجنا، وبالسجن المؤبد بالنسبة للمتهمين الفارين.
