الأحد, يناير 19, 2025
الرئيسيةأخبارفيزا فرنسا للجزائريين: باريس تمنح مزيدا من التأشيرات للمغاربة، فماذا عن الجزائريين؟

فيزا فرنسا للجزائريين: باريس تمنح مزيدا من التأشيرات للمغاربة، فماذا عن الجزائريين؟

 

مرة أخرى تنجح فرنسا في استغلال ملف التأشيرات لتحريك العلاقات بينها وبين دول شمال افريقيا، وعلى الرغم من أنه لا يوجد احصائيات رسمية تثبت إنفراج أزمة التأشيرات كما تم الاعلان عنه سابقا من الجانب الفرنسي، إلا أنه يبقى المؤشر الأكثر إثارة للجدل وحتى التوتر في العلاقات بين فرنسا والجزائر.

فيزا فرنسا للجزائريين: أشهر من الفتور في العلاقات

يبقى ملف التأشيرات اكثر الملفات التي تثير الجدل فيما تعلق بالعلاقات بين فرنسا وبلدان المغرب العربي على رأسها الجزائر. خاصة وأن هذه الأزمة كانت سببا قبل سنتين في توتر العلاقات بين البلدين، انتهت بقرار الجزائر استدعاء السفير الجزائري بفرنسا تعبيرا عن رفضها لقرار الطرف الفرنسي.

وفي التفاصيل فقد قررت باريس في سبتمبر 2021 تقليص فيزا فرنسا للجزائريين إلى النصف، مبررة ذلك برفض الجزائر استعادة مهاجرين غير نظاميين تريد باريس ترحيلهم من التراب الفرنسي.

وفي أكتوبر الماضي، دعا الوزير الأول السابق أيمن بن عبد الرحمان السلطات الفرنسية إلى إزالة ما وصفه بالصعوبات المتعلّقة بمنح التأشيرة للجزائريين. وهي الدعوة التي جاء الرد عليها من قبل الجانب الفرنسي بكونها في طريق الحل خلال أسابيع.

وبررت فرنسا قرارها عام 2021 برفض الجزائر والمغرب وتونس استعادة رعاياها الموجودين في وضع غير نظامي على الأراضي الفرنسية. ومع ذلك، كان لهذه السياسة عواقب وخيمة. حتى أن رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون اعترف مؤخرًا بأن ذلك ألحق ضررًا كبيرًا بنفوذ فرنسا في المملكة الشريفة.

اقرأ أيضا: الجزائر ترفض إصدار التصاريح القنصلية ووفرنسا ترد بتعليق التأشيرة للجزائريين!

فيزا فرنسا للجزائريين: بداية الانفراج

وتبعا للمعطيات السابقة، حاولت فرنسا التخفيف من حدة التوتر بزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زياررة الجزائر في أوت 2022، تبعتها مباشرة زيارة رسمية لوزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين إلى الجزائر في شهر ديسمبر 2022، والتي انتهت بالاعلان عن أن فرنسا والجزائر قررتا العودة إلى “علاقات قنصلية عادية، لا سيما ما تعلق بملف التأشيرات“، وذلك فيما كانت تشهد العلاقات بين البلدين تقاربا مستمرا.

وقال دارمانين وقتها، في تصريح له بعد لقاء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون: “أطلعت الرئيس تبون قرار البلدين إعادة العلاقات القنصلية العادية. العلاقات عادت إلى ما كانت عليه قبل جائحة كوفيد”.

وأضاف أن ذلك يشمل “كل ما يتعلق بالتأشيرات والمبادلات بين شعبي البلدين، لنرتقي بهذا التبادل لمستوى علاقات الصداقة القوية والخاصة التي تربط الجزائر وفرنسا”.

ولأن القرار لم يكن يشمل الجزائر وحدها فقد أعلنت وقتها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال زيارة الرباط انتهاء أزمة التأشيرات مع المغرب أيضا، إذ قالت: “اتخذنا بعض الخطوات بشأن استئناف النشاط القنصلي الطبيعي. هذا الأمر تم بالفعل، بهدف استئناف علاقات كاملة بين البلدين”.

فيزا فرنسا للجزائريين: رفع التأشيرة للمغاربة

وفي تطور آخر لملف التأشيرات الذي تلوح به فرنسا في كل مرة، أعلن السفير الفرنسي بالمغرب كريستوف لوكورتييه، عن تحول كبير في سياسة إصدار التأشيرات للمواطنين المغاربة. وبعد مرور ما يقرب من عامين على قرار فرنسا المثير للجدل بتشديد شروط الحصول على تأشيرات الدخول لمواطني شمال إفريقيا، قال الدبلوماسي لراديو 2M  إنه “من الآن فصاعدا، لم يعد هناك المزيد من القيود فيما يتعلق بإصدار التأشيرات من قبل فرنسا”.

ووصف كريستوف لوكوتييه قرار خفض فرنسا منح التأشيرات إلى النصف للمغاربة والجزائريين والتونسيين، بأنه “مضيعة” واعترف بأنه أضر بشكل خطير بالعلاقات التاريخية بين المغرب وفرنسا. كما شدّد الدبلوماسي على أن “محو هذه الفوضى، ومحو هذه الإهانات سيستغرق وقتا”.

وضاف حسب ذات المصدر كريستوف لوكوتييه “أننا لا ندير مثل هذه العلاقة الحميمة بين فرنسا والمغرب بالإحصاءات”. ووعد بزيادة كبيرة في عدد التأشيرات الممنوحة عام 2023 بنسبة زيادة 80% مقارنة بالعام السابق. وعلى الرغم من هذا الانفتاح، أشار الدبلوماسي إلى أنه في المتوسط، سيتم رفض واحدة من كل ثماني تأشيرات.

وللعلم فقد استمرت التوترات بين فرنسا والمغرب لمدة عامين، ووصلت إلى نقطة حرجة في سبتمبر الماضي. وأطلق مستخدمو الإنترنت المغاربة، حملة على شبكات التواصل الاجتماعي للمطالبة بالمعاملة بالمثل.

فيزا فرنسا للجزائريين: هل الجزائريين معنيين؟

بالمقابل، وفيما يتعلق بالجزائر وقرار رفع نسبة فيزا فرنسا للجزائريين، لكن بعد مرور عامين على هذا الإعلان، من الصعب التحقق من دخول هذا الرفع حيز التنفيذ فعليا، في ظل غياب أرقام رسمية من السفارة الفرنسية في الجزائر. وهناك دلائل تشير إلى أن الوضع في حالة ركود. ولا يزال التأثير الملموس لهذا القرار محسوسا على طلبات التأشيرة من الجزائر.

ويكاد يكون من المستحيل التحقق من الدخول الفعلي لهذا القرار حيز التنفيذ فعليا، وهذا في ظل غياب أرقام وإحصائيات رسمية من السفارة الفرنسية في الجزائر أو القنصليات العامة الفرنسية الثلاث في عنابة والجزائر ووهران. لكن بعض العناصر مع ذلك تجعل من الممكن تحليل الوضع، مثل حالات الرفض العديدة التي يواجهها مقدمو الطلبات الجزائريون.

والجدير بالذكر فقد تسبب هذا القرار في أزمة دبلوماسية بين الجزائر وباريس، مما أدى إلى استدعاء السفير الجزائري بفرنسا. لكن العلاقات بدأت بالتحسن قبل الزيارة الرسمية للرئيس إيمانويل ماكرون في عام 2022 ومسؤولين فرنسيين آخرين.

 

مقالات ذات صلة

أخر الاخبار