أكد وزير النقل كمال بلجود ببجاية على أهمية دعم و تعزيز وتطوير فرع إصلاح السفن بالجزائر، معتبرا أن الشروط متوفرة أكثر من أي وقت مضى لجعلها فرع امتياز، كما كانت الزيارة فرصة لتفقد الحوض العائم التابع للمؤسسة الوطنية لبناء وتصليح السفن “ERENAV” التي تشهد عملية صيانة الباخرة طاسيلي 2.
لا جديد عن صيانة الباخرة طاسيلي 2
استغل وزير النقل كمال بلجود الزيارة التي قام بها إلى ميناء مدينة بجاية للاستعلام حول حالة السفينة طاسيلي 2، التي تخضع منذ أسابيع لعملية الصيانة على مستوى الحوض العائم التابع للمؤسسة الوطنية لبناء وتصليح السفن “ERENAV” دون إعطاء معلومات عن العملية وحالة الباخرة.
مع العلم أن باخرة طاسيلي 2 خارج الخدمة منذ نوفمبر الماضي بعد أن تعرضت لحادث اصطدام برصيف في ميناء سكيكدة، الأمر الذي استوجب إخضاعها للصيانة حتى تستأنف العمل خاصة في ظل العجز الكبير الذي يعرفه أسطول النقل البحري الجزائري الذي يخدم حاليا بباخرتين فقط.
وفي ذات السياق، أشار وزير النقل حسب بيان نشرته الوزارة على صفحتها الرسمية، إلى مثال وحدة مؤسسة إصلاح وصناعة السفن ببجاية التي “تتحلى بروح التحدي”، مؤكدا على ضرورة تطوير هذا الفرع، ومشددا خاصة على المهارات التي تم اكتسابها والثقة بالنفس والعزيمة التي يتحلى بها المهندسون العاملون بها وكذا عمالها.
إلى متى يستمر هذا العجز؟
وعلى الرغم من المعطيات السابقة، إلا أن وزير النقل أو حتى القائمين على عملية الصيانة لم يقدموا أي معلومات عن مدى التقدم المحرز في أعمال الصيانة على مستوى طاسيلي 2، المطلوبة بإلحاح للعودة إلى العمل، وهذا هو الحال أيضا مع الباخرة طارق بن زياد التي تبقى خارج الخدمة هي الأخرى منذ مدة طويلة.
طالع أيضا: النقل البحري: الشركة الوطنية خارج المنافسة لفصل الصيف وتكتفي بشهر رمضان
ونتيجة لذلك، تواجه الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين إشكالية تلبية الطلب لعملائها بوجود باخرتين فقط تحت الخدمة ويتعلق الأمر بكل من باجي مختار والجزائر2، وهو الوضع الذي يستحيل معه تأمين ذلك خاصة مع ازدياد المنافسة وكذا الطلب على السفر من قبل الجالية الجزائرية في الخارج التي تبقى تعاني تبعات هذا العجز دون وجود أي بوادر لتغييره أو إيجاد حل له إلى الآن.
ضرورة تطوير فرع إصلاح السفن
وفي هذا السياق أيضا، أكد وزير النقل على أهمية دعم و تعزيز وتطوير فرع إصلاح السفن بالجزائر، كما أوصى بعدم إرسال سفننا لتصليحها بالخارج إلا عند الضرورة في ظل امتلاك الجزائر لكل الإمكانيات والتقنيات اللازمة.لافتا في ذلك إلى نجاح عملية إصلاح سفينة نقل البضائع “خراطة” في ورشات مؤسسة إصلاح وصناعة السفن ببجاية وهي الآن بصدد القيام بنفس العملية مع باخرة “طاسيلي 2” على رصيفها العائم.
طالع أيضا: الصناعة البحرية: الجزائر توقف استيراد السفن المصنوعة محليا
كما أعرب الوزير عن ارتياحه لنوعية العمل المنجز، مضيفا أن العمليتين سالفتي الذكر قد وفرتا الوقت والمال لأصحاب السفن الوطنيين، معبرا في ذلك عن رضاه عن هذا النجاح، مع تأكيده للمسؤولين المحليين عن استعداد وزارته لمساعدتهم ومرافقتهم في جهودهم الرامية لتطوير هذا الفرع.
وتتواجد وحدة مؤسسة إصلاح وصناعة السفن ببجاية في حدود الميناء التجاري ببجاية وتتكفل بالسفن الكبرى وهي على وشك توسيع خدماتها لتشمل أسطول صيد السمك بالنسبة للصيانة والإصلاح حسب التوضيحات التي قدمت للوزير في عين المكان. كما خصصت لها أرضية على مستوى ميناء الصيد البحري الجديد بتالة ايلف من أجل إنشاء عشرين ورشة مختصة في أهم تخصصات المهنة الموجهة أما للإصلاح على اليابسة أو في المياه.
البحث عن حل لمحطة بحرية بنيت على أرضية يمر عبرها أنبوب نفط
وكانت المناسبة فرصة ليطلع الوزير على عديد الورشات متوقفا خاصة عند تلك التي تشهد أشغال توسيع مطار الطيران عبان رمضان- الصومام وميناء الولاية الذي يشهد أشغال كبرى على مستوى الرصيف والتي تشهد “تأخرا” في تقدم أشغال الورشات حسب تصريحات المسؤولين المحليين. وقد أبدى بلجود عدم رضاه في هذا الصدد داعيا المسؤولين القائمين على الورشات “بتدارك التأخر المسجل”. كما دعا الوزير إلى إيجاد حل للمحطة البحرية بجاية التي بنيت “على أرضية يمر عبرها أنبوب نفط”. ويذكر أن هذه المنشأة التي دخلت التشغيل سنة 2018 تتوفر على كافة التجهيزات ذات المعايير الدولية.
