التمدرس في الدول الأوروبية يعتبر إلزاميا بمجرد دخول الطفل إلى المدرسة في سن معين، لذا لا يتم التساهل بعد ذلك مع أي محاولة للتهاون أو حتى التقصير في ذلك من قبل الوالدين، وإلا كان مصيرهم دفع ضريبة تغيّب الأطفال عن الدراسة، والتي تكون في الغالب مكلفة جدا وتتجاوز دفع الغرامة إلى السجن.
ضريبة تغيّب الأطفال عن الدراسة: زوجان ملزمان بدفع 550 أورو
اختار زوجان بريطانيان الذهاب في رحلة مع طفليهما إلى فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك خارج فترات الإجازة المدرسية، فكانت النتيجة مكلفة بالنسبة إليهما، وهذا بعد اتهامهما بالتسبب عن عمد في تفويت الدراسة عن الطفلين حسب صحيفة ميرور البريطانية الصادرة في 3 ماي 2023.
الزوجان جيسيكا وبول بنسون، وجدا أنهما مضطران إلى دفع غرامة قدرها 480 جنيها إسترلينيا، أو ما يُقارب 550 أورو بسبب “الذهاب في رحلة إلى الولايات المتحدة مع أطفالهما مرتين في رحلتين منفصلتين عامي 2018 و2020 “.
وقد اختار الزوجان تنظيم الرحلتين في منتصف فترة العودة إلى المدرسة للسفر إلى فلوريدا وعلى وجه الخصوص مدينة ملاهي ديزني الشهيرة، حيث فضلت عائلة بنسون السفر خارج موسم الذروة السياحي والعطلات المدرسية، للحصول على أسعار أفضل.
وبالنسبة لهذه الرحلة التي تستغرق 15 يوما في هذه التواريخ، انخفضت الميزانية للفرد إلى “3700 جنيه إسترليني أي حوالي 4200 أورو، بدلا من 12000 جنيه إسترليني أي ما يقارب 13600 أورو في موسم الذروة”، كما جاء في صحيفة The Mirror البريطانية اليومية.
ضريبة تغيّب الأطفال عن الدراسة: بريطانيا لا تتساهل مع المخالفين
وتؤكد السلطات في المملكة المتحدة أنها لا تتساهل مع الغياب المدرسي غير المصرح به. حيث ينص التشريع هناك على عقوبات تقضي بأنه ” يتحمل الآباء غرامات تتراوح من 60 جنيها إسترلينيا (69 أورو) إلى 2500 جنيه إسترليني (2850 أورو)، ويحدد موقع الحكومة البريطانية على الإنترنت، أن العقوبة يمكن أن تصل إلى السجن لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر إذا أخرج الأطفال من المدرسة “.
طالع أيضا: هذه رزنامة العطل المدرسية بفرنسا للموسم الدراسي الحالي
وعليه، حذرت المؤسسة التي يدرس بها الطفلان، الزوجان من العقوبات التي يمكن التعرض لها، وبعد تكرار الغياب عن المدرسة لفترة طويلة وخوفا من أن “يضر بتعليم الطفلين”، لجأت المدرسة هذه المرة إلى إبلاغ مجلس بلدية ريدكار، التي فرضت الغرامة رسميا في ديسمبر 2022 على الزوجين.
ضريبة تغيّب الأطفال عن الدراسة: هل يمكن التراجع عن القرار؟
جيسيكا وبول بنسون، يعتقدان أن هذه العقوبة المالية “غير عادلة”، حسب الديلي ميل. ويسلطون الضوء على الصعوبات التي يواجهونها في الجدول الزمني والميزانية للعطلات. ويضيف الزوج في تصريح للصحافة البريطانية “زوجتي ممرضة في غرفة العمليات وعملت خلال أزمة كوفيد. اليوم، هناك الكثير من العمليات الجراحية المعلقة، ومن المعقد جدا بالنسبة لها أن تأخذ إجازة خلال العطل المدرسية حتى نتمكن جميعا من الذهاب معا”.
ويضيف: “ليس الأمر وكأن الأطفال يتغيبون عن المدرسة، وبالنسبة لعائلة مثل عائلتنا، فإن الذهاب إلى فلوريدا خلال العطلة الصيفية لا يمكن تحمل تكاليفه”.. ويبدو أن بلدية ريدكار تفهمت حججهم. وأعلنت مؤخرا أنها “ستراجع المعايير الحالية للغرامات وأنها ستدرس حلولا أخرى، بعد هذه الحالة”.
ضريبة تغيّب الأطفال عن الدراسة: ماذا عن فرنسا ؟
في فرنسا، التعليم إلزامي من سن 3 إلى 16 عاما: “يمكن تقديم التعليم الإلزامي إما في المؤسسات أو المدارس العامة أو الخاصة، أو في العائلات من قبل الوالدين، أو أحدهما، أو أي شخص من اختيارهم” حسب قانون التعليم. وعندما يتم تسجيل طفل في المدرسة، فإن الذهاب يعد التزاما قانونيا والتغيب عن الدراسة يُعد جريمة.
وينص القانون على عدة أسباب مشروعة يمكن أن تمنع الطفل من الذهاب إلى المدرسة، لكن تمديد الإجازة ليس من بينها. أي أن أيّ غياب يجب أن يكون مبررا. و”إذا لم تبرر غياب طفلك أو إذا قدمت أسبابا غير دقيقة، فإنك تخاطر بغرامة قدرها 135 أورو، كما يحدد موقع الخدمة العامة. إذا أضر هذا الغياب غير المبرر بتعليم طفلك، فإنك تخاطر بالسجن لمدة عامين وغرامة قدرها 30 ألف أورو، ومن الواضح أن المسؤولية عن ذلك تقع على عاتق الوالدين، ولا يمكن معاقبة الطالب.
