الأحد, يناير 19, 2025
الرئيسيةمنوعاتشاف حلويات جزائري يُنافس الفرنسيين في مجالهم

شاف حلويات جزائري يُنافس الفرنسيين في مجالهم

 

في فرنسا، كما في كل مكان حول العالم، استطاع جزائريون إثبات وجودهم في المهجر على غرار شاف حلويات جزائري آدم صديق، الذي يُعد اليوم واحدا من أهم صانعي الحلويات في فرنسا. على الرغم من اعترافه أن الوصول إلى هذا المكانة لم يكن أبدا معبدا بالورود.

لا يخفى على أحد، أن باريس هي موطن فن الطبخ والحلويات. كما أن أشهى الحلويات في العالم هي من صنع الطهاة الفرنسيين. إلا أن هناك شاف من أصول جزائرية نجح في أن يخطف منهم هذا اللقب ويزاحمهم في مجالهم وحتى منافستهم.

قصة شاف الحلويات الجزائري بدأت مبكرا

آدم صديق: شاف حلويات جزائري
آدم صديق: شاف حلويات جزائري

عندما وصل إلى فرنسا، كان عمره 6 سنوات، عاش آدم صديق في Avitailleuse، في بداية التسعينات. وفي هذه الضاحية الفرنسية لم يكن من السهل عليه أن يشق طريقه في المجال الذي عشقه منذ الصغر، كما أشار في مقابلة له مع AJ +.

“الحلويات كانت دائما شغفي، لطالما صنعت الكعك يوم الأحد مع أمي ” هكذا قال آدم وهو يروي ذكريات طفولته رفقة والدته، بدأ ارتقاء سلم النجاح من بدايته، ورغم كل العقبات التي واجهته منذ البدايات الأولى، إلا أن إصراره كان أكبر من فكرة التراجع أو التخلي عن حلم الطفولة، وهو ما تحقق فعلا ليصبح اليوم أحد أفضل طهاة الحلويات وواحدا من مشاهير مدينة إيل دو فرانس في مجال صناعة الحلويات التي كان يشتهر بها الفرنسيون فقط. الأمر الذي كان يمكن أن صعبا على الفرنسيين الوصول إليه، ناهيك عن المهاجرين من شمال إفريقيا.

شاف حلويات جزائري ينال كل هذه الجوائز

آدم صديق: شاف حلويات جزائري
آدم صديق: شاف حلويات جزائري

دأبت فرنسا كل عام على تنظيم عدد من المسابقات المحلية لأكثر الموهوبين في مجال الطبخ، تشجيعا منها للطهاة الفرنسيين، خاصة المختصين منهم في مجال الحلويات والمعجنات لإثبات قدراتهم. لذا لم يجد آدم مانعا من المشاركة إيمانا منه بقدراته، من بينها جائزة Grand Prix de la Pâtisserie وجائزة أفضل إكلير شوكولاطة في مدينة إيل دو فرانس.

طالع أيضا: جزائري بفرنسا يصنع الحدث في سوق الميلاد بأورليان

آدم صديق تمكن فعلا من حصد عدد من الجوائز التي كانت بوابته للشهرة وكتابة اسمه بين المختصين في مجاله في فرنسا، كان آخرها فوزه مؤخرا بمركز مهم  في مسابقة اختيار أفضل إكلير شوكولاتة في إيل دو فرانس.

كما تمكن آدم من الحصول على المركز الثاني، بينما حصل تلميذه على المركز الأول. وبالإضافة إلى هذين اللقبين، فإن آدم صديق هو أيضا صاحب لقب ثاني أفضل فطيرة في إيل دو فرانس، ثاني أفضل كرواسون في فال دواز. ولكن أيضا أفضل جاليت في Val-d’Oise.

مظهره، الأحكام المسبقة.. هذا ما واجهه الشاف الجزائري

آدم صديق: شاف حلويات جزائري
آدم صديق: شاف حلويات جزائري

اكتشف آدم من البداية، أن فكرة التخصص في هذا المجال لن تكون سهلة كما كان يعتقد. تلقى كل التشجيع من عائلته ومعلمه في الثانوية التي نصحته بالحصول أولا على شهادة البكالويا وله بعدها اختيار الطريق الذي يناسبه. وهو ما كان فعلا إلا أنه لم يتمكن من الحصول على دبلوم الحلويات إلا في سن الرابعة والعشرين. كما لم يجد مكانا للتدرب والحصول على شهادة الكفاءة CAP للحلويات.

يتذكر آدم أيضا، أنه ذهب إلى مقر شركة من اجل لقاء عمل، ويوضح المدير صُدم فور رؤيته بسبب مظهره الملتزم. خاصة وان هذه الحادثة وقعت في عام 2015 وهي السنة التي عرفت عددا من الهجمات الإرهابية.

شاف الحلويات الجزائري ينجح رغم كل شيء
آدم صديق: شاف حلويات جزائري
آدم صديق: شاف حلويات جزائري

الأحكام المسبقة والصور النمطية التي كان ضحية لها لم تمنع آدم صديق من شق طريقه في عالم الحلويات في فرنسا. لم يقتصر الأمر مع شاف الحلويات الجزائري، من إنشاء متجره الخاص. ولكن أيضا الفوز بالعديد من الألقاب. كان آخرها احتلاله مركز متقدم في المسابقة الإقليمية لأفضل “إيكلير شوكولاطة”، إلى جانب عدد من الجوائز الأخرى التي دفعت الكثيرين إلى التعامل معه على أساس أنه الشاف الجزائري الأشهر في مدينته .

وعلى الرغم من نجاحه ، إلا أن الشاف الجزائري يقول إنه ضحية العديد من الاعتداءات العنصرية، خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي. حيث كان يهاجمه بعض مستخدمي الإنترنت بشكل أساسي بسبب لحيته واعتبار لباسه “إسلاميا”. من خلال تعليقات عنصرية يرفضها آدم ، خاصة وأن فرنسا بالنسبة إليه هي بلد خليط من الثقافات والألوان والتقاليد. وقال “هذا لا يؤثر، بل على العكس يجعلني أقوى”.

آدم صديق: شاف حلويات جزائري
آدم صديق: شاف حلويات جزائري
مقالات ذات صلة

أخر الاخبار