مأساة جديدة تضاف إلى سابقاتها، ومع اختلاف قصص أبطالها إلا أن الوجع واحد، يرسم قصصا لجزائريين على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم إلا انهم يشتركون في قرار المخاطرة بحياتهم على رحلات يقودها تُجار الموت مقابل مبالغ ضخمة في سبيل الوصول إلى الضفة الأخرى على أمل إيجاد واقع أجمل تبقى معه الضمانات مجهولة، لتكون قصة الطفلة الجزائرية ريتاج ذات 7 سنوات آخر فصولها في انتظار اكتشاف قصص مأساوية أخرى.
هذه قصة الطفلة الجزائرية ضمن رحلة الموت إلى إسبانيا
مازالت ظاهرة الهجرة غير الشرعية تحصد أرواح العديد من الجزائريين على إختلاف أعمارهم. كان آخرها قصة 156 شخص بينهم مغربي أبحروا من شاطئ في وهران متجهين إلى مدينة الميريا الإسبانية. وقد كان من بينهم طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات. سافرت رفقة والدتها التي تدعي أنها اضطرت للسفر في رحلة الموت هذه للانظمام إلى ابنها الذي يعيش في فرنسا.
وفي تصريحات للشرطة الإسبانية، تدعي هذه السيدة أنها دفعت مبلغ 7000 أورو للمهربين مقابل هذه الرحلة فيما دفع باقي الحراقة مبلغ 5000 أورو لكل واحد منهم. ولسوء الحظ ، لم يصل الجميع إلى الضفة الأخرى ليبقى مصير بين 6 إلى 7 أشخاص في عداد المفقودين، بما في ذلك الفتاة الصغيرة فيما كانت الأم واحدة من الناجين.
ما مصير الطفلة الجزائرية ريتاج ؟
أعلن خفر السواحل الإسباني بحسب مصادر إعلامية إسبانية اختفاء طفلة جزائرية عمرها 7 سنوات فقط في عرض البحر، كانت ضمن مجموعة تضم 156 شخصا قدموا من ولاية وهران باتجاه ألميريا بإسبانيا. وعلى الرغم من أنه تم إنقاذ معظم الركاب، إلا أن مصير ستة إلى سبعة أشخاص في عداد المفقودين في البحر، بما فيهم الفتاة الصغيرة.
وبحسب معلومات أوردتها وسائل إعلام محلية، فإن الفتاة الجزائرية ريتاج قد استقلت قارب هجرة غير شرعية مع والدتها من ولاية وهران الجزائرية. وكانت وجهتهم ألميريا الإسبانية، حيث غادر القارب الساحل الجزائري في 19 مارس الماضي وأبحر لمدة عشرة أيام قبل أن يعترضه خفر السواحل الإسباني في 29 من نفس الشهر .
طالع أيضا: تفكيك شبكة دولية لتهريب الحراقة إلى أوربا عبر الجزائر يقودها طبيب سوري
وتقول الأم الناجية أنها دفعت مبلغ 7000 أورو للانضمام إلى ابنها الذي يعيش على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط. لتسلط هذه المأساة الضوء على الحاجة إلى إيجاد حلول دائمة لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية وتجنب مثل هذه المآسي في المستقبل.
حراقة: عدة سيناريوهات لمعرفة حقيقة ما حدث؟
عندما رصد خفر السواحل الإسباني القارب، اكتشفوا أن العديد من الركاب قد لقوا حتفهم فعلا فيما يصارع آخرون للبقاء على قيد الحياة، ليتم إنقاذ 49 شخصا، ولكن لسوء الحظ خسر العديد من الأشخاص الآخرين حياتهم في البحر، بما في ذلك الطفلة ريتاج التي يبقى مصيرها مجهولا.
وبحسب ما أوردته بعض المصادر الإعلامية المحلية، نقلا عن المركز الدولي لتحديد هوية المهاجرين المفقودين (CIPIMD) والمنظمات غير الحكومية، فإن الأشخاص الذين تم الإبلاغ عن فقدانهم تم إلقاؤهم عمدا من قبل المهربين. وجاء في بيان المنظمة “يبدو أنهم تعرضوا لعطل في المحرك وانجرفوا نحو 25 كيلومترا من الساحل الجزائري”. ويضيف ذات المصدر أنهم “لم يتمكنوا من الاتصال بأقاربهم لطلب المساعدة لعدم وجود تغطية على هواتفهم المحمولة”.
فيما تزعم مصادر أخرى أن المهربين فعلوا ذلك لتوفير الطعام، وفي كل الحالات فهي ليست المرة الأولى التي تعرف فيها رحلات الموت هذه هكذا نهايات مأساوية تودي بحياة الكثير من الحراقة، الذين يجدون أنفسهم في مواجهة الموت في عرض البحر على يد تجار الموت الذين دفعوا لهم مبالغ كبيرة من أجل إيصالهم إلى الضفة الأخرى قبل ان يختاروا لهم مصيرا آخر.
المهرب يُواجه تهما ثقيلة
وقد انتهت العملية بإلقاء القبض على المهرب، وهو جزائري يبلغ من العمر 25 عاما، والذي تدور شكوك حوله في أنه ألقى أشخاصا لا يزالون على قيد الحياة في عرض البحر. وهو يواجه الآن اتهامات بارتكاب جرائم الاتجار بالبشر والقتل. فيما فتحت الوحدة المركزية لشبكات الهجرة غير الشرعية (Ucrif)، تحقيقا لتوضيح ملابسات هذه المأساة.
لذا سيتعين على جهات التحقيق تحديد ما حدث فعلا أثناء رحلة الموت هذه، والتأكد من فرضية ما إذا كان المهرب قد تخلص من عدة ركاب فعلا أو أن البعض منهم قد قفز إلى البحر بسبب اليأس من النجاة.
وقد أثار اختفاء الطفلة الجزائرية ريتاج موجة من مشاعر الحزن، ونقلت وسائل الإعلام قصة الطفلة ووالدتها لتذكرنا هذه المأساة بالمخاطر التي تمثلها عمليات الهجرة غير الشرعية والتي دفعت السلطات إلى تكثيف إجراءاتها ضد المهربين وشبكات الاتجار بالبشر.
ومن المفارقات الغريبة أنه على الرغم من المخاطر التي تنتهي يالموت غاليا، لا تزال ظاهرة الهجرة غير الشرعية تلقى إقبالا كبيرا، حيث يخاطر الناس بحياتهم بالإبحار في قوارب الموت في محاولة للوصول إلى أوروبا بشكل غير قانوني. ولسوء الحظ ، ان الأمر لم يعد يقتصر على الكبار فقط بل تعداه إلى المراهقين والأطفال الذين يجدون أنفسهم على متن هذه القوارب.