ندّد حزب جبهة التحرير الوطني “بشدة”، بانتهاك السيادة الوطنية من قبل جهات رسمية تابعة للدولة الفرنسية، شاركت في عملية إجلاء غير قانونية لرعية جزائرية يعتبر تواجدها على التراب الوطني ضروريا بقرار من القضاء الجزائري.
جبهة التحرير الوطني تتهم السلطات الفرنسية

وقال حزب جبهة التحرير الوطني في بيان له أن عملية الإجلاء غير القانونية “تمت تحت حماية السلطات الفرنسية”، وهو ما اعتبره “خطوة مستفزة وانزلاقا خطيرا وتعديا صريحا مع سبق الإصرار والترصد على دولة كاملة السيادة”.
وجدد الحزب “رفضه القاطع لكل شكل من أشكال التدخل مهما كانت طبيعتها أو مصدرها، والتي اعتاد مستعمر الأمس وبقاياه اليوم من لوبيات وكيانات لا تخفي عداءها للجزائر، على القيام بمثل هذه التصرفات غير المسؤولة”.
جبهة التحرير الوطني تدعم موقف الدولة الجزائرية
واعتبر الحزب أن هذه “التصرفات غير محسوبة العواقب من شأنها رهن الجهود التي بذلت من أجل ترقية العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا على أسس جديدة، قوامها سيادة كل دولة والاحترام المتبادل على قاعدة الندية والمنافع المشتركة التي تعود بالنفع لصالح الشعبين”.
وأكدت ذات التشكيلة السياسية “دعمها المطلق لموقف الدولة الجزائرية السيدة، من خلال استدعاء سفير الجزائر في باريس للتشاور حول الخرق الواضح لكل القوانين والأعراف الدولية، والذي يعتبر مساسا بالسيادة الوطنية وتدخلا سافرا في الشأن الجزائري”.
طالع أيضا: الرئيس تبون يأمر باستدعاء سفير الجزائر بفرنسا للتشاور
وأضاف الحزب أن هذا “التصرف غير القانوني يطرح علامة استفهام كبرى حول جدية السلطات الفرنسية الرسمية في إقامة علاقات طبيعية بين دولتين سيدتين”.
وأج: المخابرات الفرنسية تعلن تعبئة “خبارجيتها”

وحول ذات القضية دائما، من جهتها اعتبرت وكالة الأنباء الجزائرية في مقال نُشر مساء الخميس، استقبال رعية جزائرية محلّ أمر بالرقابة القضائية، في قنوات تلفزيونية فرنسية، بعد 48 ساعة على “إجلائها بطريقة غير شرعية إلى فرنسا”، دليل على أن المخابرات الفرنسية قد “أعلنت تعبئة خبارجيتها”.
ووجدت وكالة الأنباء الجزائرية من خلال مقالها، ان المصالح الفرنسية لم تعد تخفي مناوراتها، بل أضحت تعلنها أمام الملأ وها هي اليوم على وشك بلوغ هدفها المتمثل في إحداث القطيعة في العلاقات الجزائرية-الفرنسية، بعد إجلاء امرأة، ليست صحفية ولا مناضلة ولا تحمل أي صفة إلى فرنسا, وفي ظرف 48 ساعة يتم استقبالها وتمكينها من التحدث في بلاطوهات قنوات تلفزيونية عمومية.
هؤلاء المسؤولون الفرنسيون وراء ما حدث
واتهم المقال الذي يأتي في سياق الاحتجاج الرسمي الذي أصدرته الجزائر، دبلوماسيين وأطرافا في المخابرات الفرنسية أو ما يطلق عليهم “Les barbouzes” ، بالوقوف وراء خطة لتقويض العلاقات الجزائرية-الفرنسية، بعد إجلاء الرعية الجزائرية، بطريقة سريّة وغير شرعية إلى التراب الفرنسي.
طالع أيضا: حركة الجالية الجزائرية بفرنسا تدين ما فعله مسؤولون فرنسيون
وذكرت الوكالة الرسمية أن من يقوم بتنفيذ هذه الخطّة، عملاء سريّون، وخبارجية، وبعض المسؤولين على مستوى المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي، ووزارة الخارجية الفرنسية، وبعض المستشارين الفرنسيين من أصل جزائري، الذين لا يُخفون ولعهم وتبجيلهم للمخزن (المغربي)”.
يذكر أنه في أعقاب المذكرة الرسمية التي أعربت من خلالها الجزائر يوم الأربعاء الماضي، عن احتجاجها بشدة على انتهاك السيادة الوطنية من قبل موظفين دبلوماسيين وقنصليين وأمنيين تابعين للدولة الفرنسية شاركوا في عملية الإجلاء السرية وغير القانونية لرعية جزائرية يعتبر تواجدها على التراب الوطني ضروريا بقرار من القضاء الجزائري، أمر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون باستدعاء سفير الجزائر بفرنسا فورا للتشاور.
