تواجه الجالية الجزائرية بإيطاليا الكثير من الانشغالات التي تنتظر إيجاد حلول لها، ومن أهمها مشكل استحالة تحويل تقاعد المغتربين الجزائريين وكذا المنح العائلية الخاصة بالأطفال إلى أرض الوطن، وهو ما يستوجب تدخلا رسميا يقضي بإبرام اتفاقيات ثنائية بين سلطات البلدين لتسهيل هذه العملية.
اشكالية تحويل تقاعد المغتربين الجزائريين ومنح الأطفال!
كشف رئيس اتحاد جمعيات الجزائريين بإيطاليا فريد منصوري، أن من بين الملفات التي تعتبر مطلبا ملحا بالنسبة لأبناء الجالية وتم طرحها للسلطات الجزائرية تتعلق بتحويل تقاعد الجزائريين من إيطاليا إلى بنوك داخل الوطن، موضحا أن الجزائري الذي تقاعد من إيطاليا وعاد إلى أرض الوطن ليس بإمكانه استلام معاشه هنا.
كما تحدث فريد منصوري عن ملف آخر في ذات السياق والمتعلق هذه المرة بمنح الأطفال التي يستفيد منها العامل المقيم بإيطاليا بينما عائلته متواجدة في الجزائر، والتي لا يستفيد منها الجزائريون، وهذا في ظل غياب اتفاقية ثنائية بين البلدين تتيح ذلك، على غرار ما هو معمول به في دول أخرى.
وعلّق منصوري في تصريح لـ “الشروق” بالقول “نحن كاتحاد لجمعيات الجزائريين بإيطاليا نطالب ببحث وتوقيع اتفاقيات ثنائية مع إيطاليا على غرار تلك الموقعة مع تونس والصومال وغيرها، خصوصا في ظل وصول العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستويات غير مسبوقة من التميز”.
نشاط اتحاد جمعيات الجزائريين بإيطاليا
وعن نشاط الاتحاد، يُحصي رئيس الاتحاد هيكلة 20 جمعية إلى غاية الآن، في إطار هذا الفضاء الجديد الجامع للجزائريين، كما كشف عن مشروع تأسيس جمعيتين بمدينة بارما (إقليم ايميليا رومانيا) يوم الأحد المقبل، إحداهما مخصصة للنساء الجزائريات المقيمات بهذه المدنية.
طالع أيضا: فرص العمل بإيطاليا..83 ألف وظيفة متاحة للجزائريين في هذه المجالات
بالإضافة إلى ما سبق، سيتم حسب فريد منصوري تأسيس جمعية للجزائريين المقيمين في مدينة ماتيليكا بإقليم لي ماركي وسط البلاد، وهي مسقط رأس إنريكو ماتاي، صديق الجزائر والثورة التحريرية، بعد شهر رمضان الكريم.
وعلق المتحدث بالقول “هدفنا هو تكوين ودعم الجمعيات القائمة بزيارات ميدانية، وتأسيس جمعية جزائرية على الأقل في كل المدن التي يتواجد بها أفراد من الجالية الوطنية”، موجها نداء لكافة لأبناء الجالية بإيطاليا، وحث على ضرورة الالتفاف حول هذا التنظيم والمشاركة في بنائه.
السعي إلى تنظيم أبناء الجالية في إيطاليا
أوضح فريد منصوري، أن الهدف هو إرساء معالم كيان مستقر للجزائريين يدافع عن أبناء الجالية ويتواصل معهم وأيضا يدافع عن مصالح الجزائر لمواجهة التحديات والمطالبة بالحقوق ودعم أي جزائري، وهو كنوع من جماعات الضغط (لوبي)، خصوصا في ظل العلاقات المميزة بين البلدين.
في هذا السياق، أفاد فريد منصوري، بأن هذه الهيئة تم تأسيسها في نوفمبر 2021، وأُعلن عنه رسميا في مارس 2022، بحضور رسمي من خلال سفير الجزائر بروما عبد الكريم طواهرية، والمبعوثة الخاصة المكلفة بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج، طاووس جلولي حدادي، مشيرا إلى أنه كان فرصة حينها لطرح العديد من انشغالات الجالية المقيمة بإيطاليا.
ويرى فريد منصوري أن حضور سفير الجزائر بروما والمبعوثة الخاصة المكلفة بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج، طاووس جلولي حدادي، فعاليات التأسيس الرسمية لاتحاد الجمعيات بايطاليا، والرعاية الرسمية التي رافقت الإعلان عن الاتحاد، هي رسالة واضحة لتنظيم أبناء الجالية ودعمهم أكثر، وإعطائهم الثقة الكافية لكي يحققوا هذا المشروع الوطني ويصبح أيضا مثالا تحتذي به الجالية في بلدان أخرى.