أعاد زلزال تركيا وسوريا المدمر الذي وقع قبل أيام، إلى أذهان الجزائريين تفاصيل زلزال بومرداس 2003، الذي كان بنفس القوة، الأمر الذي استوجب التقرب من مختصين في هذا المجال للإجابة عن سؤال مدى احتمال وقوع زلزال وتسونامي في الجزائر.
مسؤول مصلحة مراقبة الزلازل يوضح
أوضح شفيق عيدي، مسؤول مصلحة مراقبة الزلازل بمركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، أنه لابد من التوضيح في البداية أن تركيا وسوريا منطقتان معروفتان بالنشاط الزلزالي الكثيف نتيجة التقاء 3 صفائح تكتونية.
وأضاف في ذات السياق، أن شدة الزلازل في هذه المنطقة، يمكن أن يتجاوز 8 درجات على سلم ريشتر جراء طبيعة المنطقة.
هذه احتمالية وقوع زلزال وتسونامي في الجزائر!
وبالمقابل أشار مسؤول مصلحة مراقبة الزلازل بمركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، بأن الوضع التكتوني بالنسبة للجزائر ليس هو نفسه لتركيا أو سوريا، لان الجزائر تقع بين صفيحتين الإفريقية والأورآسيوية.
وأفاد نفس المسؤول في تصريح لـ” النهار” أن النشاط الزلزالي بالنسبة للجزائر متواصل بشكل مستمر، والدليل تسجيل هزات أرضية يوميا يتراوح عددها بين 0 و3 درجات على سلم ريشتر.
طالع أيضا: زلزال تركيا وسوريا: وزارة الخارجية تخرج ببيان هام عن وضعية الجالية الجزائرية
وأضاف المتحدث، أن الجزائر تسجل هزات أرضية في بعض الأحيان تكون قوية، مشيرا في ذلك أن الجزائر تسجل 40 هزة أرضية شهريا. أما بالنسبة للتسونامي، أشار شفيق عيدي أن الزلزال العنيف هو السبب الرئيسي في حدوث التسونامي، معتبرا أن حدوث زلزال آخر في الجزائر، فإن التسونامي سيحدث في الجهة المقابلة من المتوسط ويقصد بها الدول الأوروبية الساحلية.
لماذا كان زلزال تركيا وسوريا مدمرا؟
استيقظ مواطنون من تركيا وسوريا في الساعات الأولى من صبيحة الاثنين على وقع زلزال مدمر شدته 7.8 على سلم ريشتر، وصنف على أنه “كبير”، حسب المقياس الرسمي. وكان مركزه قريبا من سطح الأرض نسبيا، على عمق حوالي 18 كيلومترا، مما تسبب في أضرار جسيمة للمباني على سطح الأرض.
وقالت البروفيسورة جوانا فور ووكر، رئيسة معهد الحد من المخاطر والكوارث في يونيفرسيتي كوليدج لندن: “من بين أكثر الزلازل فتكا خلال الأعوام الماضية، كان اثنان فقط منها في السنوات العشر الماضية بنفس الشدة، وأربعة في السنوات العشر السابقة”.
المنطقة لم تعرف هزات تحذيرية منذ 200 عام
وتقول الدكتورة كارمن سولانا، الأستاذة في علم البراكين والتواصل بشأن المخاطر في جامعة بورتسموث: “البنية التحتية المقاومة للأسف غير مكتملة في جنوب تركيا، وفي سوريا، لذا فإن إنقاذ الأرواح يعتمد الآن في الغالب على سلوك فرق الإنقاذ عقب وقوع الزلزال.
والجدير بالذكر أن هذه المنطقة لم يحدث فيها زلزال كبير أو أي تشهد هزات تحذيرية منذ أكثر من 200 عام، ولذلك فإن مستوى التأهب يتوقع أن يكون أقل من منطقة أكثر اعتيادا على التعامل مع الهزات الأرضية.