مع كل خبر يتم تداوله عن إفشال محاولات تهريب على مستوى مطار هواري بومدين الدولي، يكون من المفروض أن يصحبه تراجع مثل هذه العمليات غير القانونية التي تضر بالاقتصاد الوطني، إلا أن ما يحدث هو العكس مع تزايد إصرار هؤلاء المهربين على إتمام مهامهم ولا يجدون في ذلك مانعا في توريط أشخاص آخرين واستخدام طرق مستنسخة عن ما يتم عبر مطارات العالم. الأمر الذي يستدعي المزيد من اليقظة.
مطار هواري بومدبن الدولي: هكذا تم القبض على الشابين
مازالت مصالح الأمن عبر مختلف الحدود الجزائرية خاصة المطارات تواجه محاولات عصابات منظمة مهمتها ضرب الاقتصاد الوطني، من خلال عمليات تهريب مختلفة تنتهي في الغالب بالفشل، على الرغم من الطرق غير التقليدية التي بات يتباها هؤلاء في عملياتهم.
مع التنويه أن السياسة المنتهجة حاليا من طرف مصالح شرطة الحدود في الموانئ والمطارات والمراكز الحدودية باتت ترتكز بشكل أكبرعلى تشديد الخناق على المهربين تنفيذا لتعليمات قيادة الأمن الوطني.
وعلى الرغم مما سبق إلا أن مثل هذه العمليات لا تنتهي، وكان آخرها ما شهده مطار هواري بومدين الدولي يوم الأحد الماضي بعد وصول تبليغ عن عملية تهريب ستتم عبر مطار الجزائر الدولي.
وبعد أن حطت طائرة قادمة من إحدى الدول الأوروبية، تم بالتنسيق مع مصالح شرطة الحدود ايقاف شخصين بعد الاشتباه بهما وهما شابان تم تحويلهما للتحقيق لتبدأ فصول اكتشاف خيوط جريمة لا تخطر على بال أحد.
طالع أيضا: هكذا تم إفشال أضخم محاولة تهريب عرفتها الجزائر!
مطار هواري بومدبن الدولي: تفاصيل صادمة
وفي التفاصيل، وبعد الاشتباه في الشخص الأول، لاحظ أفراد الشرطة بمطار هواري بومدبن الدولي وجود شخص آخر كان يبدو أنه كان برفقته. ليتم اقتياده هو الآخر من قبل فرقة شرطة الحدود وتم تسليمهما معا لفرقة الشرطة القضائية للدار البيضاء لمواصلة مجريات التحقيق الذي كشف عن حقائق صادمة.
كمرحلة أولى للاجراءات القانونية في مثل هذه الحالات، قام المحققون باقتياد المشتبهين إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي، وهناك تم اخضاعهما للفحص بجهاز الأشعة للتحقق مما جاء في التبليغ الذي وصل المصالح الأمنية.
وبعد عرضهم على الطبيب تبين فعلا وجود أجسام غريبة في أحشاء المتهمين، وهو ما ورد في تقرير الطبيب الشرعي الذي أكد بدوره على وجود كبسولات في أمعائهما، ليتم وضعهما تحت المراقبة الطبية، وتكليف طبيب مناوب باستخراج ما تم اكتشافه في أحشائهما.
وأفاد محمد مداوي ضابط رئيسي للشرطة تابع لفرقة الشرطة القضائية أنه بعد تحليل هذه الكبسولات المستخرجة من أمعاء المشتبهين، على مستوى الشرطة العلمية تبين أنها تحتوي على كمية من الكوكايين النقي كان موجها للتهريب والتحقيق مستمر.
مطار هواري بومدين الدولي: رواد مواقع التواصل الاجتماعي تحت الصدمة
وقد لقي الفيدو تفاعلا كبيرا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين لم يصدقوا أن تصل محاولات عصابات التهريب إلى هذا المستوى من المخاطرة كما هو الحال عليه في المطارات العالمية.
وأجمع المعلقون على ضرورة مضاعفة الجهود لمحاولة القضاء على هذه الآفة التي وصلت بهؤلاء الشباب بقبول المشاركة في مثل هذه العمليات غير القانونية وكذا استمرار وجود من يتعاطى هذه المواد المخدرة على الرغم من كل الاخطار التي تسببها.
وقال أحدهم أنه يجب القضاء على الاسباب المؤدية إلى هذه الممارسات، وهذا في ظل استمرار هكذا عمليات تهريب على الرغم من إفشال عمليات كثيرة، وكذا وجود من يتعاطى هذه المواد وبالتالي لابد من القضاء على السبب أولا .
من جهة أخرى، تساءل آخرون عن الامكانيات التي يحتويها المطار الدولي للكشف عن هكذا عمليات، لذا تساءل أحدهم إن كان هناك أجهزة خاصة للكشف عن محاولات تهريب مشابهة خاصة وأن هذه العملية تمت بعد الإبلاغ عنها، وقال أحدهم في تعليقه:
بالمقابل هناك من استغرب اعتماد هؤلاء المهربين على أفكار يتم تداولها إعلاميا في دول أجنبية أخرى، وتساءلت احداهن في تعليقها لماذا يتم تبني أفكار مضرة عوض أن يتم العكس.
من جهة أخرى، هناك من اكتفى بتحية أفراد الأمن على مجهوداتهم في محاربة هذه الآفة التي تعرف انتشارا مرعبا تحتاج بالتأكيد مضاعفة الجهود وقال أحدهم: ” تحية كبيرة لرجال الأمن”.