شكّل ملف القضية الفلسطينية وأهمية الموقف الجزائري في التعريف بها وتدويلها، محور فعاليات الملتقى الدولي الذي احتضنته الجزائر اليوم، بمشاركة عدد من الدكاترة والمفكرين الجزائريين والعرب، وهو اللقاء الذي أجمع فيه الحاضرون عن قناعة، حول عدالة هذه القضية وكذا التأكيد على الدور الفعال الذي لعبته الجزائر خاصة في القمة العربية الأخيرة لتسليط الضوء بشكل كبير على هذه القضية التي باتت من ثوابت الأمة.
القضية الفلسطينة في ملتقى دولي بالجزائر
لا شك أن العلاقات الجزائرية الفلسطينية قديمة ومترسخة منذ زمن بعيد، ويعتبر دعم القضية الفلسطينية منذ وقت بعيد من الثوابت بين الجزائريين على المستويين الرسمي والشعبي.
وتأكيدا على هذا المبدأ نظمت جمعية البركة للعمل الخيري والانساني بالشراكة مع الهيئة العلمية لكلية الحقوق بجامعة الجزائر 1 فعاليات الملتقى الدولي، بمساهمة نخبة من المفكرين واالدكاترة الذين جاؤوا من مختلف الجامعات الجزائرية والعربية، إلى جانب عدد من الأسماء الناشطة في هذا المجال وهذا لإثراء النقاش العلمي وتنوير الرأي العام حول ” دور وأهمية الموقف الجزائري في إحياء القضية الفلسطينية والحرص على أولوياتها في القمة العربية في دورتها رقم31 لعام 2022 المنعقدة بالجزائر اواخر نوفمبر الماضي.
القضية الفلسطينة: محاور النقاش
وبالنظر إلى أهمية القضية الفلسطينية في الوجدان الجزائري والعربي، شكّل هذا الملتقى فرصة لعدد من المفكرين والاستاذة الجزائريين والعرب المشاركين فرصة لإثراء النقاش حول قداسة هذه القضية التي تبقى من الثوابت القومية
لذا عمد المشاركون على إبراز عدد من المحاور التي يمكن أن يكون لها دور في التعريف بالقضية الفلسطينية والمساهمة في تدويلها وهذا من خلال التطرق إلى عدد من المحاور على غرار “القضية الفلسطينية مسألة حقوق مغتصبة بالقوة “، “هذه الحقوق محل نزاع دولي ( تدويل القضيةالفلسطينية )” وموضوع “النزاع يستوجب آليات تسوية.”
طالع أيضا: لعمامرة يدعو إلى لمّ الشمل العربي
كما تطرق الحاضرون إلى أهمية دور الديبلوماسية الجزائرية في دعم القضية الفسطينية، مع التركيز بشكل خاص على دور الجزائر في تدويل القضية الفلسطينية مجددا بعد دورها الكبير الذي لعبته مؤخرا في لمّ شمل الفصائل الفلسطينية في الجزائر، بالإضافة إلى الإصرار على إدراج هذه القضية ضمن بنود القمة العربية التي احتضنتها الجزائر في طبعتها الـ31 وجعلها من أولويات الرؤساء العرب من أجل تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني في حربه العادلة ضد الاحتلال.
والأكيد أن دور الجزائر ليس وليد اليوم، فقد سبق واستضافت الجزائر فصائل فلسطينية على أراضيها، وعلى رأسها حركة فتح، كما أن لها تاريخا من احتضان المؤتمرات الفلسطينية، ومن أبرزها ذلك الذي أفضى إلى إعلان استقلال دولة فلسطين من قبل منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1988.
القضية الفلسطينة: هذه أهم الأسماء المشاركة
وقد كان هذا الملتقى الدولي فرصة للقاء عدد من المثقفين والمفكرين الممثلين لمختلف الجامعات الجزائرية والعربية إلى جانب عدد من الأسماء والهيئات الناشطة في مجال خدمة القضية الفلسطينية.
حيث عرفت التظاهرة حضور عدد من الأسماء الجزائرية الممثلة لمختلف جامعات الوطن، الذين أثروا بمداخلاتهم هذه الفعالية من خلال التطرق إلى محاور عدة على غرار ” دور القمة العربية في دورتها 31 في دعم القضية الفلسطينية” التي قدمها رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة سطيف، كما نجد مداخلة الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومشاركته التي كانت بعنوان” أهمية مؤتمرات القمة العربية في القضية الفلسطينية”.
وبدوره تطرق الدكتور الفلسطيني أحمد العويطي في مداخلته إلى ” دور الجزائر في مواجهة التطبيع”. ومن بين الحضور العرب أيضا نجد أ.د يوسف دياب رئيس جامعة القدس بفلسطين الذي سجل مداخلته من خلال موضوع ” الجزائر وفلطين .. تكامل وانتماء”. أما الدكتورة كريمة حويشي فقد تناولت محور “دور الديبلوماسية الجزائرية في دعم وإحياء القضية الفلسطينية” .
القضية الفلسطينية تتصدر جدول أعمال القمة العربية
كانت الجزائر قد احتضنت شهر نوفمبر 2022 أعمال القمة العربية الـ31، بحضور القادة والزعماء العرب ومشاركة ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية، وذلك تحت شعار “لمّ الشمل” إثر انقطاع دام 3 سنوات، استمرت خلالها الانقسامات حول ملفات إقليمية عدة.
وناقش المشاركون من القادة والزعماء العرب وثيقة “إعلان الجزائر” التي توافق بشأنها وزراء الخارجية العرب في اجتماعاتهم على مدار 3 أيام. حيث تصدرت القضية الفلسطينية أهم بنود الوثيقة وجدول أعمال القمة، كما تضمنت الوثيقة بنودا بالأمن العربي، والأزمات في 6 دول عربية تعاني من غياب الاستقرار.
