الجمعة, يناير 24, 2025
الرئيسيةأخبارالعلاقات الجزائرية-الفرنسية: ماكرون لن يعتذر من الجزائريين ويتطلع للمصالحة

العلاقات الجزائرية-الفرنسية: ماكرون لن يعتذر من الجزائريين ويتطلع للمصالحة

 

لا يزال ملف الذاكرة يرهن مستقبل العلاقات الجزائرية-الفرنسية، خاصة مع إصرار الجانب الفرنسي على موقفه برفض الاستجابة لمطلب الجزائر بضرورة الاعتذار، وهو الرفض ذاته الذي جدده ماكرون أمس، بقوله “إنه لن يطلب الاعتذار من الجزائريين عن استعمار فرنسا لبلدهم” وذلك في تصريحات أدلى بها في مقابلة مع مجلة “لوبوان” الفرنسية.

العلاقات الجزائرية-الفرنسية: ماكرون لن يعتذر لكن يتطلع للمصالحة 

العلاقات الجزائرية-الفرنسية في تصريحات الرئيس الفرنسي
العلاقات الجزائرية-الفرنسية في تصريحات الرئيس الفرنسي

في مقابلة مطولة أجراها معه الكاتب الجزائري كمال داود ونشرتها أسبوعية “لوبوان” الفرنسية مساء الأربعاء، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه لن يطلب الاعتذار من الجزائريين عن استعمار فرنسا لبلدهم لكنه يأمل أن يستقبل نظيره الجزائري عبد المجيد تبّون في باريس هذا العام لمواصلة العمل وإيّاه على ملف الذاكرة والمصالحة بين البلدين.

طالع أيضا: الرئيس تبون يجدّد إلتزامه بأن تكون الذاكرة من أهم الأولويات

وشدّد ماكرون على أن “عمل الذاكرة والتاريخ ليس جرد حساب، وأنه يعني الاعتراف بأن في طيّات ذلك أمورا ربما لا تُغتفر”. ليعبر بعدها الرئيس الفرنسي عن أمله باستقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في باريس.

العلاقات الجزائرية-الفرنسية: هذه مبررات ماكرون حول رفض الاعتذار

وقال ماكرون في المقابلة “لست مضطرا لطلب الصفح، هذا ليس الهدف. الكلمة ستقطع كلّ الروابط”. موضحا أن أسوأ ما يمكن أن يحصل هو أن نقول ” نحن نعتذر وكلّ منّا يذهب في سبيله”، مشددا على أن “عمل الذاكرة والتاريخ ليس جرد حساب، إنّه عكس ذلك تماما”. وأضاف أن عمل الذاكرة والتاريخ “يعني الاعتراف بأنّ في طيّات ذلك أمورا لا توصف، أمورا لا تُفهم، أمورا لا تُبرهَن، أمورا ربّما لا تُغتفر”.

ملف الذاكرة في صميم العلاقات والتوترات الثنائية بين البلدين

العلاقات الجزائرية-الفرنسية في تصريحات الرئيس الفرنسي
العلاقات الجزائرية-الفرنسية في تصريحات الرئيس الفرنسي

في 2020، تلقّت الجزائر بفتور تقريرا أعده المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا بناء على تكليف من ماكرون، دعا فيه إلى القيام بسلسلة مبادرات من أجل تحقيق المصالحة بين البلدين. وخلا التقرير من أي توصية بتقديم اعتذار أو بإبداء الندم، وهو ما تطالب به الجزائر باستمرار.

ماكرون يأمل مشاركة تبون التكريم أمام نصب الأمير الجزائري  
العلاقات الجزائرية-الفرنسية في تصريحات الرئيس الفرنسي
العلاقات الجزائرية-الفرنسية في تصريحات الرئيس الفرنسي

وفي مقابلته مع جريدة ” لوبوان” الفرنسية، قال الرئيس الفرنسي “آمل أن يتمكّن الرئيس تبّون من القدوم إلى فرنسا في عام 2023، لمواصلة عمل صداقة غير مسبوق” وهذا بعد الزيارة التي قام بها ماكرون نفسه إلى الجزائر شهر أوت 2022.

طالع أيضا: العلاقات مع فرنسا، التأشيرات وزيارة باريس..هكذا رد الرئيس تبون

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان بالإمكان أن تتخلل هذه الزيارة المرتقبة للرئيس الجزائري إلى فرنسا مشاركة الرئيس الضيف في مراسم تكريم أمام نصب الأمير عبد القادر الجزائري في مقبرة أبطال مقاومة الاستعمار ببلدة أمبواز (جنوب غرب باريس)، قال ماكرون إن مثل هكذا أمر سيكون “لحظة جميلة جدا وقوية جدا”. وأضاف “أتمنّى حصول ذلك”.

واعتبر ماكرون في ذات السياق، أن إقامة هكذا مراسم “سيكون لها معنى في تاريخ الشعب الجزائري. وبالنسبة للشعب الفرنسي، ستكون فرصة لفهم حقائق مخفيّة في كثير من الأحيان”.

ماكرون يعترف بهذه الجرائم ويصفها بـ”غير المبررة”
العلاقات الجزائرية-الفرنسية في تصريحات الرئيس الفرنسي
العلاقات الجزائرية-الفرنسية في تصريحات الرئيس الفرنسي

وضاعف ماكرون المبادرات في ملف الذاكرة، معترفا بمسؤولية الجيش الفرنسي في مقتل عالم الرياضيات موريس أودين والمحامي الوطني علي بومنجل خلال “معركة الجزائر” عام 1957، منددا في ذلك بـ”جرائم لا مبرّر لها” ارتكبها الجيش الفرنسي خلال المذبحة التي تعرض لها المتظاهرون الجزائريون في باريس في 17 أكتوبر 1961.

لكن الاعتذارات التي تنتظرها الجزائر عن استعمارها لم تأت أبدا، ما أحبط مبادرات ماكرون وزاد سوء التفاهم بين الجانبين.

ماكرون يعترف أنه خطا في هذه التصريحات

وساعدت الرحلة التي قام بها ماكرون إلى الجزائر في أوت الماضي على إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها بعد الأزمة التي أشعلتها تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي في أكتوبر 2021 واتهم فيها “النظام السياسي العسكري” الجزائري بإنشاء “ريع للذاكرة” وشكّك كذلك بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار.

وفي مقابلته مع “لوبوان”، أقر ماكرون بخطأ تصريحاته تلك. وقال “قد تكون عبارة خرقاء وقد تكون جرحت مشاعر” الجزائريين، معتبرا في الوقت نفسه أن “لحظات التوتّر هذه تعلّمنا،عليك أن تعرف كيف تمدّ يدك مجددا”.

كما دعا ماكرون إلى “تهدئة” التوترات بين الجزائر والمغرب، مستبعدا نشوب حرب بين الجارين اللّدودين. وقطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية بينها وبين المغرب في أوت  2021، متهمة الرباط بارتكاب “أعمال عدائية”، في قرار اعتبرته الرباط “غير مبرر بتاتا”.

العلاقات الجزائرية-الفرنسية في تصريحات الرئيس الفرنسي
العلاقات الجزائرية-الفرنسية في تصريحات الرئيس الفرنسي
مقالات ذات صلة

أخر الاخبار