أمر الرئيس تبون اليوم الأربعاء، باستدعاء سفير الجزائر بفرنسا سعيد موسي، فورا للتشاور، حسبما أفاد به اليوم الأربعاء بيان لرئاسة الجمهورية، بعد تجاوز فرنسا للأعراف الدولية، وهو الفعل الذي يمكن أن يعيد التوتر بين البلدين، بعد نجاح ماكرون في تجاوزه بعد زيارته الأخيرة إلى الجزائر والتخطيط لزيارة الرئيس الجزائري لفرنسا ماي المقبل.
الرئيس تبون يستدعي سفير الجزائر بفرنسا
وجاء في بيان رئاسة الجمهورية :”في أعقاب المذكرة الرسمية التي أعربت من خلالها الجزائر عن احتجاجها بشدة على عملية الإجلاء السرية وغير القانونية لرعية جزائرية يعتبر تواجدها على التراب الوطني ضروريا بقرار من القضاء الجزائري”.
كما أضاف ذات المصدر أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في ظل هذه التطورات الأخيرة، فقد أمرت باستدعاء سفير الجزائر بفرنسا سعيد موسي، فورا للتشاور.
إدانة شديدة من الجزائر
كما أدانت الجزائر “بشدة” اليوم الأربعاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج انتهاك السيادة الوطنية من قبل موظفين دبلوماسيين وقنصليين وأمنيين تابعين للدولة الفرنسية، شاركوا في عملية إجلاء سرية وغير قانونية لرعية جزائرية يعتبر تواجدها على التراب الوطني ضروريا بقرار من القضاء الجزائري.
طالع أيضا: العلاقات الجزائرية-الفرنسية: ماكرون لن يعتذر من الجزائريين ويتطلع للمصالحة
وجاء في البيان “أعربت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، اليوم، لسفارة فرنسا عن إدانة الجزائر الشديدة لانتهاك السيادة الوطنية من قبل موظفين دبلوماسيين وقنصليين وأمنيين تابعين للدولة الفرنسية، شاركوا في عملية إجلاء سرية وغير قانونية لرعية جزائرية يعتبر تواجدها على التراب الوطني ضروريا بقرار من القضاء الجزائري”.
وأضاف المصدر أنه في هذه المذكرة الرسمية، ترفض الجزائر هذا التطور “غير المقبول ولا يوصف” الذي يلحق “ضررا كبيرا” بالعلاقات الجزائرية-الفرنسية.
هذا سبب الأزمة
وبدا واضحا من هذا الخبر أن المقصود في هذه القضية هي المدعوة أميرة بوراوي، التي تمكنت من مغادرة التراب الجزائري نحو تونس بطريقة غير شرعية، قبل أن تستعمل جواز سفرها الفرنسي لمغادرة تونس نحو فرنسا.
طالعأيضا: العلاقات مع فرنسا، التأشيرات وزيارة باريس..هكذا رد الرئيس تبون
ورغم أن السلطات الأمنية التونسية تحفظت على أميرة بوراوي وحاولت منعها من السفر إلى فرنسا، بعد اكتشاف أمر دخولها التراب التونسي بطريقة غير قانونية، لكن تدخلا فرنسيا رسميا، أدى إلى تمكينها من المغادرة.
تواطؤ مسؤول تونسي كبير
وقد تواترت أنباء عن تدخل مسؤولين رسميين فرنسيين في قضية فرار بوراوي إلى فرنسا من تونس التي كانت تحضر لعملية ترحيلها إلى الجزائر، كما ينص عليه القانون في مثل هذه الحالات، قبل أن تتأكد تلك الأنباء بعد الذي نشره التلفزيون الجزائري.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد أقال أمس الثلاثاء وزير خارجيته، في تصرف وصف بأنه جاء على خلفية ضلوع الأخير في فضيحة تدخل مسؤولين فرنسيين وضغطهم على تونس في قضية تهريب أميرة بوراوي.
وعليه يمكن القولان العلاقات الجزائرية -الفرنسية تعود مرة أخرى إلى نقطة الصفر، بعد تكرار الاستفزاز الفرنسي كل مرة تجاه الجزائر، قبل ان ينتهي بتراجع الطرف الفرنسي، والتي كان آخرها تصريحات ماكرون حول الوجود الجزائري قبل أن يجعل من زيارته الأخيرة إلى الجزائر وسيلة لإعادة العلاقات بين البلدين وهو ما تجسد أيضا من خلال الإتفاق بين الرئيسين على زيارة الرئيس تبون لفرنسا ماي المقبل. إلا أن التطورات الأخيرة ربما ترسم سيناريو آخر.