ما إن عادت الباخرة طارق ابن زياد إلى الخدمة بعد عدة أشهر من التوقف حتى أصبحت تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار اخبار عن تعمد القائمين عليها منع صعود العديد من المسافرين إلى الباخرة مع ترك آخرين محتجزين في ميناء اليكانتي في تصرف ليس الاول من نوعه، لذا لا يمكن تبريره في ظل تكرار هكذا ممارسات واستمرار الصمت الرسمي.
عودة الباخرة طارق ابن زياد للخدمة ولكن..؟
كانت شركة النقل البحري للمسافرين قد أعلنت في منشور سابق عن عودة الباخرة طارق ابن زياد إلى الخدمة، بعد الانتهاء من صيانتها بعد توقفها عن العمل منذ نوفمبر الماضي. والتأكد من جاهزيتها للعودة إلى العمل .
وفي ذات السياق، كشفت الشركة عن تفعيل عودة الباخرة طارق ابن زياد رسميا إلى الخدمة بجدولة رحلات إضافية بين وهران ومدينة أليكانتي في إسبانيا، حيث تم فعلا برمجة الرحلة الأولى انطلاقا من وهران في 31 مارس على أن تكون رحلة العودة في 01 افريل الجاري.
وقد استقبل عملاء شركة النقل البحري خبر عودة الباخرة بكل أريحية اعتقادا منهم أن حظوظهم في الحصول على مكان على الرحلات الرابطة البلدبن باتت أكثر سهولة، إلا أن الواقع لم يكن ذلك بعد أن تحولت فكرة السفر على متن الباخرة طارق ابن زياد من أليكانتي كابوسا حقيقيا لبعض المسافرين،زهذا بعد تسجيل فوضى كبيرة بالميناء كان أبطالها كالعادة مسؤولو الباخرة.
ومع تكرار هكذا ممارسات في حق المسافرين الجزائريين في كل مرة سواء في الموانئ الجزائرية أو الأجنبية، يتجدد السؤال عن سبب ذلك مع تصاعد تذمر عملاء شركة النقل البحري التي تتصدر في كل مرة الأخبار من حيث فضائح مسؤوليها وسوء خدماتها.
الباخرة طارق ابن زياد: فوضى بميناء اليكانتي
استأنفت إذن، الباخرة طارق ابن زياد، رحلاتها هذا الأسبوع حسب البرنامج السابق. وإن مرت الرحلة المبرمجة من وهران إلى اليكانتي مرور الكرام، فإن رحلة العودة لم تكن كذلك، حيث أظهر فيديو مصور أكثر من 100 مسافر مع سياراتهم في طابور طويل بعد عدم السماح لهم بالدخول إلى الميناء أو الصعود إلى الباخرة التي كانت تبعد عنهم بخطوات.
وحسب أحد الركاب الذي نشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد شهد ميناء اليكانتي بإسبانيا عشية الفاتح أفريل الجاري حالة من الفوضى بعد غلق الباخرة في وجه المسافرين قبل الوقت المحدد لذلك، لترتفع الأصوات الرافضة لهكذا قرارات تعسفية تسيء في كل مرة للمؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين.
طالع أيضا: شركة النقل البحري.. حبس المدير العام في قضية فساد جديدة
وأظهرت عدد من الفيديوهات حالة من الفوضى والاستياء بين المسافرين الذين لم يُسمح لهم بدخول الميناء أو حتى الصعود إلى الباخرة خاصة وأن التوقيت كان متزامنا مع وقت الإفطار. حيث قال أحد الركاب في مقطع فيديو أن السفينة أغلقت أبوابها أمام عشرات المسافرين الذين كانوا ينتظرون الصعود .
وهو ما أكده أكثر من فيديو تم نشره على صفحة أخبار وهران على فيسبوك، التي أظهرت فعلا العديد من المركبات كانت تنتظر على الرصيف للصعود إلى الباخرة بينما لم يتمكن الباقي منهم حتى من الوصول إلى ميناء أليكانتي.
الباخرة طارق بن زياد: لماذا منع الركاب من الصعود؟
من خلال ضجيج السيارات المتوقفة ونقاشات المسافرين المتضررين في الفيديوهات المصورة أمام بوابة مدخل ميناءاليكانتي، يقول أحد المسافرين أن الباخرة أغلقت أبوابها في وجه المسافرين وادعاء القائمين عليها أنه لا يوجد أماكن رغم إصرار الاخير على أنها كانت فارغة عند مغادرة الميناء، لتترك عددا كبيرا منهم محجوزين هناك على الرغم من أنهم يملكون تذاكر حجز.
وفي مقطع فيديو آخر، نرى مسافرين يتحدثون إلى الشرطة الإسبانية، وهو يتساءلون عن سبب كل هذا، خاصة وأن قرار غلق الباخرة في وجه الركاب تم قبل 20 دقيقة من وقتها الرسمي الذي كان محددا في الساعة السابعة مساء.
طالع أيضا: 200 مغترب جزائري يفوّتون رحلتهم إلى مرسيليا بسبب شركة النقل البحري
إلى جانب هؤلاء المسافرين الذين تقطعت بهم السبل خارج الميناء، وجد آخرون أنفسهم ممنوعين من الصعود إلى الباخرة عندما كانوا على بعد خطوات قليلة منها، حيث يؤكد مسافر أنه تم منع 120 مركبة عند مدخل الميناء من الصعود على غرار كثيرين ممن كانوا على الرصيف وندد قائلا: “يقولون لنا إنه لم يعد هناك مكان آخر.. يفعلون ذلك في كل مرة”.
وفي مقطع فيديو أخير، تم تصويره هذه المرة من على ظهر الباخرة، يمكننا أن نرى مدى الفوضى. على الرصيف وحده ، كان هناك ما لا يقل عن ثلاثين مركبة تنتظر الصعود.
الباخرة طارق ابن زياد: هل كان هؤلاء من المتخلفين ؟
ولأن أي حادثة تحتمل في خفاياها أكثر من سيناريو، فقد اعتبر مسافرون آخرون أن هؤلاء الذين تم منعهم هم من المتخلفين عن تسجيل الوصول والصعود لآخر لحظة حتى يتمكنوا من النزول أولا عند الوصول، أو هم من تجار ” الكابة” الذين يجدون في اللحظات الأخيرة فرصتهم للصعود بشكل أسهل.
بالمقابل هناك من يرى أن السبب الحقيقي لما حدث هو عدم الانتهاء فعليا من صيانة الباخرة طارق ابن زياد وبالتالي الاضطرار إلى التخلي عن عدد كبير من المسافرين لعدم جاهزيتها بالكامل لاستقبالهم. ليتساءل في ذلك عن سبب إعادتها للخدمة قبل الأوان وفتح باب الحجز لذا طلب عدد منهم فتح التحقيق في الحادثة.
وفي ظل عدم وجود رد رسمي من المؤسسة الوطنية، لا يمكن إلا التذكير بتحذير الشركة لبعض الركاب الذين يعيقون سير الصعود بسلاسة من خلال الاختباء في أماكن مختلفة بالميناء ليكونوا قادرين، حسب حساباتهم ، على النزول أولا ، إلا ان ذلك لا يلغي حقيقة حقيقة وجود الكثير من الممارسات المسيئة للشركة الوطنية، وهو ما يستدعي فعلا فتح تحقيق ومحاسبة المقصرين.