أبدى الممثل السامي للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، أمله في تدخل الجزائر كوسيط له ثقل في المنطقة للمساهمة في حل الأزمة الأكرانية، كما كانت المناسبة فرصة أيضا لدعوة الجزائر لإنهاء القطيعة مع إسبانيا التي يبدو أنها لم تعد تتحمل تبعات القرار الجزائري، مع محاولة ممثل الإتحاد الأوروبي اللعب على وتر استرجاع الأموال المنهوبة.
الإتحاد الأوروبي يدعو إلى وساطة جزائرية
كشف الممثل السامي للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، أن الاتحاد الأوروبي يتطلّع إلى أن ترمي الجزائر بكلّ ثقلها لحلّ أزمة الحرب في أوكرانيا، وقالبوريل: “يدعو الاتحاد الأوروبي الجزائر للرمي بكلّ ثقلها، للمساهمة في حلّ أزمة الحرب الروسية الأوكرانية”.
وأضاف مبعوث الإتحاد الأوروبي أن ” الحرب في أوكرانيا ليست حربا أوروبية فحسب، إنها تحدّ خطير يواجه العالم بأسره”. وأكد جوزيب بوريل أن الجزائر شريك أساسي للاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب. مضيفا أن الإتحاد الأوروبي يعوّل على الجزائر في تنسيق الجهود لمواصلة محاربة الإرهاب في منطقة الساحل. داعيا في ذات السياق إلى بعث الحوار حول المسائل الأمنية على أعلى مستوى.
بوريل يدعو إلى حل الحواجز التجارية بين الجزائر وإسبانيا
وأشار جوزيف بوريل فونتيليس في ذات السياق إلى أن الطاقات المتجددة أرضية خصبة لشراكة واعدة وتعاون إقتصادي مع الجزائر. موضحا أنه “سيتم تنفيذ أكثر من نصف التجارة الخارجية الجزائرية مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أي 56٪ من الصادرات و 43٪ من الواردات” مقدّرا في هذا الصدد، أن الطرفين يمكن أن يؤديا هذا المشروع بشكل أفضل”.
وكانت المناسبة بذلك فرصة ليستشهد بوريل بالعقبات التي فرضتها الجزائر منذ جوان 2022 على التجارة مع إسبانيا، والتي يجب أن تجد حلا حسبه، بالنظر إلى أن القيود التي تعيق الاستثمارات الأوروبية في الجزائر لها تأثير مباشر على تنفيذ اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، وإيجاد حل لكل هذا يصب في المصلحة المشتركة.
وفي سياق آخر، رحب جوزيب بوريل بانتخاب الجزائر لعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي وصفه بأنه مؤسسة “مهمة للغاية”.
استرجاع الأموال المنهوبة
من جهة اخرى، أكد الممثل السامي للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل في تصريحات صحفية عقب اللقاء الذي جمعه برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن الاتحاد الأوروبي سيضاعف جهوده في التعاون مع الجزائر من أجل استرجاع الأموال المنهوبة في الخارج”.
طالع أيضا: ممتلكات بالملايير..هذه تفاصيل الأموال المنهوبة المسترجعة !
وتابع بوريل في هذا السياق:”مكافحة الفساد وتبييض الأموال تمثّل أولية هامّة بالنسبة للاتحاد الأوروبي مثلما هي بالنسبة للجزائر”. وأضاف ” أنا جدّ مقتنع بضرورة تعزيز التعاون بين الطرفين في هذا المجال”.
الرئيس تبون يستقبل بوريل
هذا واستقبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أمس، جوزيب بوريل فونتيليس، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس اللجنة الأوروبية.
وقد أقام الرئيس تبون مأدبة غداء عمل مع المسؤول الأوروبي ومرافقيه، حسب ما أفاد به بيان للرئاسة، وحضر المأدبة عن الجانب الجزائري: عبد العزيز خلف مدير ديوان رئاسة الجمهورية، عمّار بلاني الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، ومحمد أمين بن شريف مدير عام أوروبا بوزارة الخارجية.
أما من الجانب الأوروبي فقد حضر: توماس إيكرت سفير ممثلية الاتحاد الأوروبي بالجزائر، إلى جانب هيلان لوغال مديرة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بالاتحاد الأوروبي، ورافاييل ديير رئيس ديوان الممثل السامي.
جوزيب بوريل يصل إلى الجزائر في زيارة رسمية
وحلّ جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي بالجزائر مساء الأحد، في زيارة رسمية يجريها إلى البلاد تدوم يومين. وقال بوريل في تغريدة على تويتر:”سعيد بوصولي إلى الجزائر في أول زيارة أجريها إلى البلاد، كممثل سام للاتحاد الأوروبي. وأضاف:”هناك مواضيع كثيرة سأبحثها مع المسؤولين الجزائريين. سواء ما تعلّق بالعلاقات الثنائية، أو على المستوى الإقليمي”.
وتعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها للمسؤول الأوروبي منذ تولّيه منصب الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في 2019. وتأتي هذه الزيارة أشهرا قليلة بعد قدوم رئيس المجلس الأوروبي شارلس ميشال في سبتمبر 2022. في سياق تعزيز العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في جميع المجالات.