هو بطل عالمي جزائري مختص في الدفاع النفس مقيم بألمانيا ..خبرته ساعدته على تأسيس مدرسة خاصة للتدريب في هذا المجال تحمل اسمه..
يعشق عالم التحديات، وشغفه تصيُّد الأرقام القياسية التي دخل معها موسوعة “غينيس” ومازال يطمح لأخرى.. لكن تبقى الغصة التي لا تزول هي رفض إعطائه فرصة نقل خبرته إلى الجزائر وهو مشروع العمر المؤجل بالنسبة إليه.. إنه المدرب والبطل الجزائري العالمي المقيم بألمانيا أحمد تافزي.
صدفة جعلته يستقر بألمانيا
من مواليد 30 جانفي 1965 بخميس مليانة بعين الدفلى، عمل في الجيش الشعبي الوطني لمدة تسع سنوات، كما كان مهتما بالرياضة فاختار ممارسة الملاكمة وسجل مشاركاته في عدد من البطولات الوطنية. إلا أن ظروف الجزائر في سنوات التسعينات أرادت له طريقا آخر كان عنوانه الدفاع عن امن البلاد. و في رحلة عمل خارج الجزائر تعرف على زوجته السابقة الألمانية التي جعلته يقرر الاستقرار هناك ويصبح بطل عالمي جزائري.
من هنا كانت بداية مدرب عالمي جزائري
يعود بنا البطل والمدرب العالمي الجزائري أحمد تافزي إلى الوراء بسنوات طويلة بعد استقراره في ألمانيا والعودة إلى ممارسة شغفه في الرياضة ليكتسب خبرة أكبر مكنته من أن يصبح اسما مهما في مجال رياضة الدفاع عن النفس بألمانيا. وبعد تدريبات كبيرة والمشاركة في جل التربصات داخل أوروبا وخارجها آنذاك، تمكن تافزي من اكتساب شهادات دولية وخبرة أهلته لأن يكون خبيرا في مجاله وحتى مطورا لرياضة الدفاع عن النفس، وهو اليوم صاحب مدرسة خاصة تحمل اسمه، لها عدة فروع عبر العالم، بالإضافة إلى فتح شركة أمن وحماية الشخصيات، وبموجب ذلك أصبح يكوّن أفراد الأمن وكذا الجيش والشرطة في إيطاليا والنمسا وطبعا ألمانيا.
بطولات أوروبية وتحطيم أرقام عالمية “غينيس”
نجح المدرب الجزائري العالمي أحمد تافزي في اقتناص العديد من الألقاب العالمية ودخول عالم “غينيس” من بابه الواسع، وكان في كل مرة يصر على أن يقولها عاليا أنا “جزائري” رافعا بذلك اسم الجزائر وألوانها الوطنية.. ومن أهم تتويجاته بالألقاب العالمية حصوله على المركز الثاني عالميا في الفنون القتالية، مرتين بطل العالم في تكسير 99 لوحة إسمنية أهداها لروح شهداء الطائرة العسكرية ببوفاريك وأخرى بتحطيم 59 لوحة خشبية. أما عن الأرقام القياسية في عالم “غينيس” فقد نجح في تحطيم 43 بطيخة وفتح 24 سدادة قارورة بالرأس في دقيقة. وهو الآن يطمح لتحطيم رقم جديد ربما يكون الأخير ليعطي الفرصة بعدها للشباب حسب تعبيره.
المعادلة الصعبة.. بطل عالمي في ألمانيا..غريب ومرفوض داخل وطنه
رغم كل ما سبق وعوض الاستثمار في انجازاته إلا أن تافزي لم يجد إلى الآن مكانه في بلده الأم، وهو لا يزال يواجه الرفض والتهميش، حيث يؤكد بطلنا الجزائري أن رغبته في إنشاء مشروع للتدريب في الجزائر كان يقابل دائما بالرفض، الأمر الذي أحبطه كثيرا. ويضيف أن الحديث عن هذا الموضوع أكثر من مؤلم بالنسبة إليه خاصة عندما يجد رغبة كبيرة من قبل شباب جزائريين للحصول على فرصة التدرب على يديه ولا يمكنه تحقيق ذلك بسبب رفض الجهات الرسمية في السابق ومعاملته على أنه أجنبي، حتى أنه لم يجد من يتسلم منه جائزة تحطيمه للرقم القياسي العالمي التي أهداها لروح شهداء الطائرة العسكرية. ويبقى إيمانه بالتغيير الحاصل في البلاد قائما ليجد فرصته مستقبلا. ولتبقى إلى ذلك الحين إعطاءه فرصة العمل في ألمانيا وتهميشه في بلده غصة لا تزول لكنه يستشهد بالقول” بلادي و إن جارت علي عزيزة”.
شخصيات نافذة، ممثلين ورياضيين عالميين على قائمة طلب حمايته
الخبرة التي اكتسبها المدرب العالمي أحمد تافزي مكنته من الحصول على طلبات عدد من الشخصيات النافذة في ألمانيا وكذا أشهر الممثلين والرياضيين في العالم لحمايتهم، من بينهم ممثلين عالميين مثل جون قودمان ، جورج كلوني، مات دايمن، بيل موراي، وفي الرياضة على غرار مدرب فريق “شالكا 04″، بطل الملاكمة الروسي فلاديمير كليتشكو، الملاكم ابراهام ارتور وغيرهم كثيرون، و حتى في البوندس تاق الألماني مع المستشارة السابقة أنجيلا ميركل.
زوجتي جزائرية وأولادي يتحدثون الدارجة في البيت
بطلنا اختار في بداية حياته الزواج من سيدة ألمانية إلا أن الأمر لم يستمر طويلا، ليقع اختياره في المرة الثانية على زوجته الجزائرية التي يعترف بفضلها عليه في تحمل مرارة الغربة ودعمه في مسيرته الرياضية والعملية، وإن كانت حسبه تحاول منعه من الاستمرار في عالم التحديات العالمية خوفا عليه من مخاطرها الكثيرة، قبل أن تتعود أخيرا على هذا الوضع.
وقد رزق تافزي بأربعة أولاد علمهم قبل أي شيء حب الوطن والتعلق به وهو ما ينعكس في أبسط التفاصيل ..في حديثهم بالدارجة في البيت والإصرار على مرافقتهم له في كل مرة يزور فيها الجزائر. كما أورثهم أيضا حب الرياضة ، وإن كان يصر على ممارستهم لها على سبيل الهواية خوفا عليهم من مواجهة المخاطر التي تعرض لها هو شخصيا في مسيرته.
أعشق الأطباق التقليدية والنظام الغذائي ممنوع في الجزائر
يضحك البطل العالمي الجزائري.. وهو يتحدث عن نظامه الغذائي في الجزائر، فهو يعترف أن عشقه للأطباق التقليدية الجزائرية يجعل الريجيم في خبر كان مع كل زياراته للوطن التي تفوق الأربع مرات سنويا. ويضيف، أن كل العطل يقضيها في الجزائر، وفي بعض الأحيان يترك عمله لتلبية أي دعوة منها. وطبعا يكون في كل مرة رفقة العائلة للقيام بزيارة الأهل والأصدقاء والتنقل بين مختلف الولايات الجزائرية ومعالمها الحضارية في بلدنا القارة. أما في ألمانيا فهو يؤكد أن التنوع بين الأطباق الجزائرية والألمانية يبقى سيد الموقف، خاصة وأن زوجته تتفنن فيهما معا.
الحلم المؤجل في الجزائر
يؤكد تافزي أن قرار الاستقرار في الجزائر حلم بالنسبة إليه ، وهو الرأي الذي يوافقه عليه الزوجة والأولاد، لكنه يبقى مؤجلا حتى يكمل أولاده دراستهم في ألمانيا. أما الحلم الآخر فهو مزاولة نشاطه في الجزائر وتلقي كل التسهيلات الرسمية في ذلك كما هو الحال عليه في أوروبا، وذلك ليتمكن من تكوين كل الراغبين في ممارسة رياضة الدفاع عن النفس بالجزائر، وإلى حين تحقيق ذلك يبقى أمله قائما في تجسيد هذا الحلم على ارض الجزائر.
طالع أيضا . قصة عده الطفلة الصغيرة الحراقة